واصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف انحاء متفرقة من قطاع غزة، في اليوم الـ173 للعدوان على القطاع، المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي، وبعد يومين من صدور قرار مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع الذي يعاني من تدهور الأوضاع الإنسانية وكارثة إنسانية بسبب الحصار.

العدوان على غزة

واليوم، استُشهد وأصيب عشرات المواطنين، في غارات نفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة، ففي استهداف لمنزل في رفح استُشهد 11 مواطنا وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلا لعائلة ضهير، فيما أصيب آخرون في غارة استهدفت منزلاً لعائلة الحمايدة بالمدينة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أنه شهدت منطقة دوار الكويت في مدينة غزة شمال القطاع إصابة مواطنين برصاص قناصة الاحتلال المتمركزين بالمنطقة، حيث وُصفت جروحهما بالخطيرة، وذلك خلال انتظارهما المساعدات.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، واعتقلت عددا من الكوادر الطبية ونازحين، وأمرت البقية بمغادرة المستشفى والنزوح، كما أطلقت النار على شبان نازحين بعد أن أمرتهم بإخلاء المجمع الطبي.

 

 

ارتفاع حصيلة الشهداء

وفي أحدث إحصائية لحصيلة العدوان على القطاع، أعلنت مصادر طبية بوزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 32490 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، فيما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 74889 مصابا في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

وأفادت المصادر الفلسطينية بأن قوات الاحتلال ارتكبت 8 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 76 مواطنا وإصابة 102 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.

 

قصف جنين

واستهدفت قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين بالفصف اليوم، ما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين، فشيع المواطنون في جنين، اليوم الأربعاء، جثماني الشهيدين محمد ناصر السبتي بني غرة (19 عاما) من مخيم جنين، وأيمن يوسف حسان عزوقة (19 عاما) اللذين استُشهدا في قصف نفذته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في المخيم فجرا، مع الشهيد حمزة حسام عرعراوي (27 عاما) الذي جرى تشييع جثمانه في نابلس.

ونعت حركة "فتح" إقليم جنين، وفصائل العمل الوطني، الشهداء الثلاثة، في حين عم الإضراب جنين ومخيمها.

كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلا في حي الدرج بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد مواطنين، وإصابة آخرين بجروح، وأصيب عدد من المواطنين بجروح مختلفة، جراء قصف الاحتلال منزلا قرب مسجد السوسي بمخيم الشاطئ في مدينة غزة.

واستشهد أحد المواطنين، وأصيب آخرون بجروح، في قصف مدفعي على مدينة الأمل للأسرى المحررين غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث دمر جيش الاحتلال عددا من الأبراج.

 

إدانة فلسطينية لاستمرار الاستهداف

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ما زال يراهن على التراخي الدولي، بُعيد اتخاذ قرار مجلس الأمن، لاستكمال مخططات الإبادة والتهجير ضد شعبنا.

وأوضحت في بيان صادر عنها، اليوم الأربعاء، أن نتنياهو يعمل على إشعال الحرائق في ساحة الصراع والمنطقة والعلاقات الدولية وضرب أمنها واستقرارها جميعاً، لكسب المزيد من الوقت للبقاء في الحكم واستكمال حرب الإبادة ضد شعبنا وإطالة أمدها وتعميق نتائجها الكارثية.

وأشارت الوزارة إلى أنه بات يمثل فتيل تفجير متواصل في ساحة الصراع والمنطقة برمتها، بما في ذلك التصعيد الإسرائيلي الحاصل في الضفة الغربية على يد قوات الاحتلال والمستعمرين الذي يخلّف باستمرار المزيد من الشهداء والدمار كما حصل في جنين صباح هذا اليوم، وبما يؤدي إلى تغييب لغة العقل والمفاوضات والعمل السياسي والدبلوماسي، كما يكرس منطق القوة الغاشمة والمهيمنة ودوامات الحروب والعنف والصراع، خاصة أن اليمين الإسرائيلي يتغذى على تلك الدوامات ويجدها ترجمة لأيدولوجيته الظلامية.