الإثنين 25 نوفمبر 2024

ثقافة

فلاسفة الإسلام.. رحلة ابن الهيثم «بطليموس الثاني» نحو الكشف عن أسرار العالم

  • 2-4-2024 | 09:46

ابن الهيثم

طباعة
  • إسلام علي

تعد الفلسفة الإسلامية من أرقى أنواع العلوم الإنسانية، حيث تعتبر بوابة لفهم حقائق غير ظاهرة في مختلف الميادين العلمية، ويعتبر الفلاسفة المسلمون «الفلسفة» هي العلم الذي تميز به الأنبياء للوصول إلى مرحلة اليقين في المعرفة الإلهية  وقام علماء الفلسفة المسلمين بتوظيف قوانين الفلسفة في استكشاف حقائق الأمور في جميع ميادين المعرفة.

 

ونقدم  خلال 30 يومًا من شهر رمضان 1445 هجرية،  سنوضح إسهامات هؤلاء الفلاسفة في ميدان الفلسفة فضلا عن كيفية ربطها بالعلوم الأخرى، في رحلة مع أبرز علماء الفلسفة في تاريخ الحضارة الإسلامية.

 

 كان المفكر والعالم أبو علي بن الحسن بن الحسن بن الهيثم البصري،  متعدد المواهب  وأسهم في العديد من الفروع المعرفية: البصريات، والفلك، والطب، والفلسفة والمنطق، بالإضافة إلى الحساب والهندسة،  فعرف عنه أنه عالم موسوعي اشتهر بلقب بطليموس الثاني.

 

 

ومن أهم إنجازاته العلمية، وضع فكرة وأساس آلات التصوير، حيث  يعد أول من درس عدسة العين ورسم مخططاتها، فضلا عن صنع الآلات الفلكية، ومن ن أهم نظرياته الفلسفية هي نظرية المعرفة،  حيث  ركز ابن الهيثم علي الوصول إلى المعارف الحقيقية، ووضع لذلك طرقا لجذب هذه الحقائق ومنها التجربة الحسية والاستدلال المنطقي.

 

قسم ابن الهيثم المعرفة إلى نوعين: المعرفة الحسية وهي تأتي عن طريق بوابات "الحواس الخمس" فهي تحلل العوالم الخارجية، ثم تنطلق الصور والمعلومات في المرحلة الثانية إلى العقل لكي يعطي لها انطباعات منطقية وتدخل في دائرة التأمل العقلي الذي يستغرق وقت طويل في تحليلها.

واعتبر ابن الهيثم المنطق أداة مهمة للفلسفة، فقد ربط بينهم بشكل وثيق، فاستخدم المنطق في تحليل المسائل الفلسفية.

 

وقسم " ابن الهيثم"  المنطق إلى قسمين : المنطق الطبيعي وهو يعني بدراسة قوانين العقل البشري مثل الإدراك والتصور، بالإضافة إلى المنطق الرسمي وهو يعني بطرق التفكير السليمة وقوانينه مثل الاستدلال والقياس.

 

واستخدم ابن الهيثم قوانين المنطق التي توصل اليها وطبقها في "علم الكلام والفقه" ، فكان ذلك نتيجة لاستخدامه العقل في تقصي الحقائق فكان من نتائج ذلك دمجه بين أكثر من علم في آن واحد مثل علم الفقه والمنطق أو المنطق مع الفلسفة  فضلًا عن استخدام الفلسفة والمنطق وقوانينهم  في علم الفقه.

 

وعن  نظرية الوجود  اعتبر ابن الهيثم، أن كل شيء خارج العقل بعد التفكر والتأمل فيه فهو ينطبق عليه اسم موجود،  وقسم  الوجود إلى قسمين فكان الأول منهما الوجود الذاتي وهو وجود الله بذاته الذي لا يحتاج لشيء لإيجاده والنوع الثاني هو الوجود العرضي وهو الذي يعتمد عليه الكائنات والإنسان في وجودهم على عامل أو عله أخرى وهي الله.

علاقة الله بالوجود

قسم ابن الهيثم علاقة الله بهذا العالم إلى محورين المحور الأول وهو علاقه الله المباشرة بكافة المخلوقات، المحور الثاني علاقته بالأنبياء والرسل.

نظرية النفس

 

يعرف ابن الهيثم النفس بأنها مجردة عن المادة أي أنها شيء روحي من الدرجة الأولي، وله مشاعر وإرادة مثل الجسد فهو يشعر ويريد ويحب فيجب تغذيته مثلما نغذي انفسنا بالمأكل والمشر

 

 

فقسم ابن الهيثم النفس إلى ثلاث أنواع الأول منها هي النفس العاقلة وهي التي تعقل وتفكر، ثانيا النفس الحيوانية مسؤولة عن الإحساس والحركة، ثم النفس النباتية وهي المسؤولة عن التغذية والتنفس. فيجب علي الإنسان إطعامهم  بما يليق بكل قسم من الإقسام .

 

نقده للعلماء الإغريق

 

رفض ابن الهيثم نظرية  علماء الإغريق التي مفاداها أن العين تصدر مجموعة من الإشعاعات لكي يمكنها من رؤية الأشياء علي طبيعتها   وعن نقده في علم الفلك لمركزية الأرض أكد أن الشمس تمثل محور هذا العالم.

 

توفي ابن الهيثم  عام 430 هجريا في القاهرة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة