الثلاثاء 14 مايو 2024

مع الصحابة.. «حذيفة بن اليمان» (21 _30)

حذيفة بن اليمان

ثقافة31-3-2024 | 17:29

أروى أحمد

حظى كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه فالأرض، بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة  وسبل تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم  بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرًا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني، من آمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضًا هم من لازموا الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه دائمًا.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم لعام 1445 هجرية، يوميًا، سيرة أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائمًا لنصر دين الحق، ولمؤازرته وتشديد عضده.

ونقدم في اليوم  الواحد والعشرون من رمضان 1445 هـ،  ملامح من رحلة الصحابي  «حذيفه بن اليمان».

ولد « حذيفة بن اليمان العبسي الغطفاني القيسي» في مكة، هو صحابي جليل، عرف باسم حافظ سررسول الله.

واجه والد حذيفه العديد من المشاكل في مكة فاستدعاه الأمر للهرب إلى يثرب "المدينة" هو وعائلته، ولما علم بأمر رسول الله محمد وإعلانه للإسلام في مكة، جاءه والده ولم يكن هو معهم، مع بعض  من أهل المدينة من الأوس والخزرج وبايعوه، وعندما وصل رسول الله في هجرته للمدينة أقبل عليه حذيفة وسأله بإن كان يعتبر من المهاجرين أم الأنصار، فقال له رسول الله محمد: أنت يا حذيفة من المهاجرين والأنصار.

عرف "حذيفة" بحافظ سر رسول الله محمد، وذلك لأن الرسول ﷺ كان قد أسر له بأسماء كافة المنافقين المحيطين بهم ولم يفش بهذا السر لأي أحد غيره، وهذا هو شأن كل حافظ لسر.

شهد حذيفة مع الرسول محمد جميع غزواته ومعاركه معدا غزوة بدر، ومن مواقفه المؤثرة والعظيمة، أنه في  غزوة أحد قتل والده "اليمان" بالخطأ من جيوش المسلمين، ولم يقبل بالدية بالوتصدق على المسلمين، مما زاد في منزلته وقدره عند رسول الله.

توفي حذيفة بعد مقتل عثمان بن عفان رض الله عنه بأربعين يوما، لما زاره الموت هلع وخاف خوفا شديداً مما أدى لبكاءه بكثرة، فقيل: "ما يبكيك ؟"

قال حذيفة: "ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ"، ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: "أجئتم معكم بأكفان ؟"

 قالوا: "نعم"

قال: "أرونيها" فوجدها جديدة فارهة

 فابتسم، وقال لهم: "ما هذا لي بكفن، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر إلا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما".

ثم تمتم بكلمات فقال: "مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم" وصعدت روحه بعد ذلك لخالقها في السادس والثلاثين من الهجرة بالمدائن.

Dr.Radwa
Egypt Air