الإثنين 29 ابريل 2024

قتل فارس قريش وحمل الراية في خيبر.. ذكرى استشهاد علي بن أبي طالب «ليث الحروب»

علي بن أبي طالب

تحقيقات31-3-2024 | 15:24

محمود غانم

أثناء ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- راجعًا من حجة الوداع، نودي الصلاة جامعة، فأخذ بيدِ عليٍّ رضي الله عنه فقال: ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسِهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستُ أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسِه؟ قالوا: بلى، قال: فهذا وليُّ من أنا مولاه، اللَّهمَّ والِ من والاهُ اللهمَّ عادِ من عاداهُ.

ويصاف اليوم، الـ21 من رمضان، ذكرى وفاة علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ابن عم الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وصهره من آل بيته، رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وممن توفى ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- راضٍ عنهم، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولًا في الإسلام، وأول من أسلم من الصبيان.

تربى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان ملازمًا له أينما ذهب، فكان يذهب معه إلى غار حراء للتعبد والصلاة، كما يُذكر أنه كان قبل الإسلام حنفيا لم يسجد لصنم قط طيلة حياته، ولهذا يقول المسلمون “كرم الله وجهه” بعد ذكر اسمه، وقيل لأنه لم ينظر لعورة أحد قط.

مناقب علي 
فدى النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفسه، حين أجمع سادات قريش في دار الندوة على قتله؛ فجمعوا من كل قبيلة شاب قوي وأمروهم بانتظاره أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل.
طلب النبي -صلى الله عليه وسلم- من على أن يبيت في فراشه بدلا منه ويتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو، وبهذا غطي على هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحبط مؤامرة أهل قريش.
وفى غزوة الخندق، أتى عمرو بن ود وجماعة من المشركين المسلمين من مكان ضيقًا من الخندق، لما رآهم المسلمون خرج إليهم علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى أخذ عليهم الموضع الذي اقتحموا منه.
وكان عمرو بن عبد ود فارس قريش.. وقد كان قاتل يوم بدر ولم يشهد أحدًا فخرج عام الخندق معلمًا ليرى مشهده، فلما وقف هو وخيله قال له علي رضي الله عنه: يا عمرو إني أدعوك إلى البراز، قال: ولم يا ابن أخي؟ فو الله ما أحب أن أقتلك، قال علي : لكنني والله أحب أن أقتلك، فحمي عمرو عند ذلك، ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا إلى أن قتله علي رضي الله عنه، وخرجت خيله منهزمة من الخندق.
وفي غزوة خيبر، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لأُعطينَّ هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يُحِبُّ اللهَ ورسولَه، ويُحبُّه اللهُ ورسولُه"فباتَ الناس يَدُوكُون ليلتهم: أيُّهم يُعطاها، فلمَّا أصبح الناس غَدَوْا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلُّهم يرجو أن يُعطاها: فقال: "أين عليُّ بن أبي طالب؟"، فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه! قال: "فأرسلوا إليه"، فأُتي به، فَبَصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فَبَرَأ حتَّى كأنْ لم يكن به وَجَعٌ، فأعطاه الراية، فقال عليٌّ: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "انفُذ على رَسْلِكَ حتى تنزلَ بساحتهم، ثمَّ ادْعُهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجبُ عليهم من حقِّ الله فيه، فَوَاللهِ لأَنْ يهديَ الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من أن يَكونَ لك حُمْرُ النَّعَم".

استشهاد علي
ورد في "الكامل في التاريخ لـ ابن الأثير، أن عليًا قال للحسن:  يا بني إني بت أوقظ أهلي، لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر، فملكتني عيناي، فظهر لي رسول الله، فقلت: يا رسول الله ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ قال: والأود العوج، واللدد الخصومات فقال لي: ادع عليهم.
فقلت: اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم، وأبدلهم بي من هو شر مني! فجاء ابن النباح فآذنه بالصلاة، فخرج وخرجت خلفه، فضربه عبد الرحمن ابن ملجم فقتله.
وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كان في الطريق إلى المسجد حين اغتاله ابن ملجم، ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال: “أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي” ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه. وجيء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم علي أنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين. ظل السم يسري بجسده إلى أن توفاه الله بعدها بثلاثة أيام تحديدا ليلة ٢١ رمضان سنة ٤٠ هـ عن عمر يناهز ٦٤ سنة حسب بعض الأقوال.
وروي عن أنس بن مالك: مرض علي فدخلت عليه وعنده أبو بكر وعمر، فجلست عنده، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر في وجهه، فقال له أبو بكر وعمر: يا نبي الله ما نراه إلا ميتا. فقال: "لن يموت هذا الآن، ولن يموت حتى يملأ غيظا، ولن يموت إلا مقتولًا".

Dr.Randa
Dr.Radwa