الأحد 5 مايو 2024

مساجد تاريخية| « مسجد المعيني» (22- 30)

مسجد المعيني

ثقافة1-4-2024 | 19:00

بيمن خليل

تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم : باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص، ونستكمل في اليوم الثاني والعشرون من رمضان 1445 هـ، في جولة مع مسجد المعيني.

يعد مسجد المعيني من أحد أشهر العمائر التاريخية والأثرية في دمياط، وهو يقع بالحي الجنوبي بسوق الأرز بالقرب من نهر النيل في ذلك الوقت، وفي الوقت الحالي بمنطقة شارع الشرباصي بالقرب من ميدان عمر أفندي، أسسه تاجر من نفس المدينة عام 710 هجري، وذلك في عهد الناصر محمد بن قلاوون إحدى سلاطين دولة المماليك البحرية.

شيد المسجد تاجرمن مدينة دمياط،  يدعى محمد بن محمد بن معين الفارسكوري، وقد أنشأه على نفقته الخاصة، بني قديما فوق قناطر ليكون مرتفعا عن مياه النيل، وما زال تحت المسجد قبو وفراغ واسع وكبير.

وهو من المساجد النادرة في الوجه البحري خاصة في تخطيطه المعماري وزخارفه المختلفة والفريدة، بني على غرار مساجد العصر المملوكي، وكان الغرض الأسسي من بناءة ليس فقد ليصبح مكانا للصلاة وإنما ليكون أيضا مدرسة لتعليم الشرائع الدينية بها.

وقد امتاز المسجد بضخامة بنيانه والارتفاع الكبير لجدرانه، ويتكون تخطيطه المعماري من، صحن أوسط مكشوف كسيت أرضيته بالفسيفساء، ويحيط به أربعة إيوانات أكبرهم وأكثرهم اتساعا ظلة القبلة، وتمتاز أسقف الإيوانات بأنها مزينة بالأخشاب فريدة ومتنوعة الزخارف، وكان قد تم تخصيص هذه الإيوانات الأربعة ليتم عقد بها حلقات الذكر للمذاهب الإسلامية الأربع.