الإثنين 6 مايو 2024

علماء ومفكرون في الإسلام.. «الأصمعي» (30:23)

الأصمعي

ثقافة2-4-2024 | 15:01

بيمن خليل

ظهر في تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء المسلمين البارزين الذين قدّموا إسهامات هامة في مختلف المجالات المعرفية، مثل: العلوم التطبيقية والدينية واللغوية والفلسفية والطبية والاجتماعية، فقام هؤلاء العلماء بتأسيس مناهج وقواعد علمية راسخة في أشهر العلوم، أفادت البشرية جمعاء إلى يومنا هذا.

وفي سلسلة نُقدّمها خلال أيام شهر رمضان المبارك، سنتعرّف كل يوم على أحد هؤلاء العلماء المسلمين البارزين، ونستعرض إسهاماتهم على مرّ التاريخ في ميادين المعرفة المختلفة.

وسنبدأ في الحلقة هذه من السلسلة بالتعريف بأشهر وأبرز علماء اللغة العربية والأدب، وما قدّموه من آثار جليلة غنّت هذا الفنّ.

بن أصمع الباهلي

عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي ( 121 - 216 هـ / 740 - 831 م)، راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان،

نشأ الأصمعي في أسرة متعلمة، وتتلمذ على أيدي كبار العلماء والفقهاء في ذلك الوقت كالإمام أبي حنيفة ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل، إلى أن أصبح عالمًا كبيرًا، وتطورت الحركة العلمية في عصره بسبب تمازج الثقافات وتشجيع الخلفاء.

وكان الأصمعي أيضًا رائدًا من رواد العلوم الطبيعية وعلم الحيوان، وخاصة تصنيف الحيوان وتشريحها، وذلك بسبب معرفته بالمفردات العربية والبحث عن المصطلحات الأصلية التي يستخدمها العرب للحيوانات، ويعتبر الأصمعي أول عالم مسلم درس الحيوانات بالتفصيل، وكتب في هذا المجال العديد من الكتب وهم: كتاب الخيل، كتاب الإبل، كتاب الفارق (كتاب الحيوانات النادرة)، كتاب الوحوش ( عن الحيوانات البرية)، كتاب الشاة، كتاب خلق الإنسان.

وقال عنه الأخفش: "ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي"، وقال إسحاق الموصلي: "لم أر كالأصمعي يدعي شيئاً من العلم، فيكون أحداً أعلم منه"..  كما قال ابن الأعرابي: "شهدت الأصمعي وقد أنشأ نحواً من مائتي بيت، ما فيها بيت عرفناه".. ويقول ابن الأنباري: "الأصمعي يد غراء في اللغة لا يعرف فيها مثله، وفي كثرة الرواية".

Dr.Randa
Egypt Air