الأربعاء 15 مايو 2024

ليلة الـ27 من رمضان.. لماذا يرجح جمهور العلماء أنها ليلة القدر؟

ليلة القدر

تحقيقات3-4-2024 | 11:04

محمود غانم

لليلة القدر منزلة جليلة في الإسلام، فهي خير من ألف شهر، قال تعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي العمل فيها، من الصلاة والتلاوة، والذكر، خير من العمل في ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر.

ولم يشأ الله -سبحانه وتعالى- أن يحدد ميقات ليلة القدر تحديدا دقيقا واضحا، حتى لا يتكل الناس، وإنما أخفى الله وقتها ليقوم المسلمون بإحياء أكبر قدر ممكن من شهر رمضان ولياليه.

 

 ليلة القدر

ويرجح الجمهور، أن ليلة القدر هي ليلة الـ27 من رمضان، ودليلهم على ذلك، ما رواه مسلم عن زر بن حبيش ، قال: سألت أبي بن كعب ، فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر.

فقال: رحمه الله! أراد أن لا يتكل الناس، أما إنه قد علم أنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر، وأنها ليلة سبع وعشرين، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول: ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالعلامة، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها.

وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن ابن عباس قال: دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فسألهم عن ليلة القدر؟ فأجمعوا أنها في العشر الأواخر، قال ابن عباس: فقلت لعمر: «إني لأعلم، أو إني لأظن أي ليلة هي؟»، قال عمر: وأي ليلة هي؟ فقلت: سابعة تمضي، أو سابعة تبقى من العشر الأواخر، فقال عمر: ومن أين علمت ذلك؟ فقال: «خلق الله سبع سماوات، وسبع أرضين، وسبعة أيام، وإن الدهر يدور في سبع، وخلق الله الإنسان من سبع، ويأكل من سبع، ويسجد على سبع، والطواف بالبيت سبع، ورمي الجمار سبع، لأشياء ذكرها»، فقال عمر: لقد فطنت لأمر ما فطنا له.

 علامات ليلة القدر

ولليلة القدر علامات تعرف بها، ومنها طلوع الشمس على صفة معينة، وهى أنها لا شعاع لها؛ لما روى عن زر بن حبيش قال سمعت أبي بن كعب يقول: وقيل له إن عبدالله بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر - فقال أبي : والله الذي لا إله إلا هو إنها لفى رمضان يحلف ما يستثنى، والله إنى لأعلم أي ليلة هي؟ هي الليلة التي أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها.

وروى ابن خزيمة من حديث ابن عباس "ليلة القدر طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها بيضاء 

ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة". ولأحمد من حديث عبادة "لا حر فيها ولا برد وأنها ساكنة صاحية وقمرها ساطع".

ويلاحظ أن هذه العلامات الأخيرة تكون أثناء الليلة، وهذه الأمارات هي التي جاءت بها السنة الشريفة، وليست ليلة القدر - كما يزعم البعض - كوكبا يضيء، أو جائزة مادية يتلقفها صاحب الحظ، وإنما ليلة القدر هى ليلة مباركة ذات مكانة جليلة، ينبغى على

المسلم أن يقيمها بسائر أنواع العبادات، ولا مانع من ظهور بعض العلامات الدالة عليها.

إحياء ليلة القدر

وأما عن إحياء ليلة القدر، فيكون بـ قيامها والدعاء فيها، فعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه ".

وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت، قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت، أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ".

ويستحب فيها الإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله تعالى، يجب على المرء ختم القرآن في هذه الليلة، ولكن إن أمكنه ختمه فقد حاز أجراً عظيماً إن شاء الله، وأما صلاة الليل فتؤدى مثنى مثنى، كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى".

 

 

Dr.Radwa
Egypt Air