الخميس 2 مايو 2024

مساجد تاريخية| مسجد أبو العباس المرسي (24- 30)

مسجد أبو العباس المرسي

ثقافة3-4-2024 | 16:30

أروى أحمد

تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم: باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص، ونستكمل في اليوم الرابع والعشرون من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع  جامع أبو العباس المرسي.

يعد جامع أبو العباس المرسي من أحد أقدم الجوامع التاريخية والأثرية التي شيدت في الإسكندرية، والذي يقع في منطقة الأنفوشي، وهو من أضخم جوامع المحافظة.

أنشأ الجامع على بقعة من الأرض كان يشغل جزء منها مسجد صغير أنشئ في حياة أبو العباس، وظل كذلك حتى أمر الملك فؤاد الأول بإنشاء ميدان يطلق عليه ميدان المساجد وضم مسجدا كبيرا لأبي العباس المرسي، ومسجدا للإمام البوصيري، والشيخ ياقوت العرشي، ووضع التصميم الحالي له المهندس المعماري الإيطالي ماريو روسي وتم الانتهاء من بنائه العام 1943م.

ويتكون تخطيط الجامع من شكل مثمن، ويبلغ ارتفاع سقفه من الداخل 17.20 متر، وتتوسطه شخشيخة "نجفة" ترتفع 24 مترا، عن مستوى أرض.

كما يمتاز الجامع بواجهته ذات اللون الأصفر، و4 قبب عظيمة وتصميمات من الأرابيسك ومنارة مرتفعة، وكذلك بالزخرفة ذات الطراز العربي والأندلسي، والأعمدة الرخامية والنحاسية والأعمدة مثمنة الشكل، وتعلو القبة الغربية ضريح أبي العباس.

فقد ضم هذا المسجد ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي الخزرجي الأنصاري المرسي، الذي يتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة، ومعه ولديه.

 ولد الشيخ أبو العباس المرسي عام 616 هجري، ونشأ في أسرة متدينة،  فدرس وأخذ العهد على يد شيخه أبي الحسن الشاذلي، وأقام  في  محافظة الإسكندرية ثلاث وأربعين عامًا حتى وفاته، ودفن في لضريح المقام له.

وفي عام 882 هجري، أهمل المسجد بشكل كبير فقام بتجديدة من جديد الأمير قجماش الأسحاقي أيام ولايته على الإسكندرية في عصر الأشرف قيتباي، وبنى لنفسه قبراً بجوار أبي العباس ودفن فيه سنة 892 هـ.

وفي عام 1005هجري، جدد بناءه الشيخ أبو العباس النسفي الخزرجي، وفي عام 1179هجري، وفد الشيخ أبو الحسن علي بن علي المغربي إلى الإسكندرية، وزار ضريح أبي العباس المرسي فرأى ضيقه فجدد فيه كما جدد المقصورة والقبة ووسع في المسجد.

وفي عام 1280 هجري، ولما أصاب المسجد التهدم وصارت حالته سيئة قام أحمد بك الدخاخني شيخ طائفة البناءين بالإسكندرية بترميمه وتجديده وأوقف عليه وقفا.

Dr.Randa
Dr.Radwa