الأربعاء 1 مايو 2024

المقاهي بين التاريخ والأثر | « البرازيلية» الأشهر في بغداد

مقهى البرازيلية

ثقافة4-4-2024 | 12:23

بيمن خليل

يُعدّ المقهى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافية هامة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.

يعتبر مقهى البرازيلية إحدى مقاهي بغداد المشهورة والعريقة، تقع في وسط شارع الرشيد باتجاه الباب الشرقي, كانت مجمع لطلبة الكليات والطبقة المثقفة والأدباء والشعراء, يلتقون في هذه المقهى ويتحلقون حول طاولات محددة لأدباء وسياسيين بعينهم ليتبادلوا أخر أخبار الأدب والثقافة.

واشتهر هذا المقهى برواده وهم أغلب ساسة العراق خلال الحكم الملكي أمثال نوري السعيد، ورواد حركة الشعر الحر مثل بدر شاكر السياب عند حضوره إلى بغداد وبلند الحيدري وعبد الرزاق عبد الواحد ورشيد ياسين وسليمان العيسى وعبد الوهاب البياتي وغيرهم.

وسمي مقهى البرازيلية بها الاسم نظرًات لشهرته في عمل القهوة البرازيلية والتي يحضّرها عامل متخصص مستخدمًا المكينات المخصصة لتحضير القهوة على البخار المستوردة منذ أربعينيات القرن الماضي.

وتميز المقهى أيضًا أنه كان يقدم الحلويات على أنواعها المستوردة من لبنان والتي عرفها المصطافون العراقيون في لبنان صاحبها عمر بدوي الصباغ لبناني منحته الحكومة العراقية الجنسية تقديرًا لخدماته.

وفي هذه المقهى افتتح مسار الحركة التشكيلية العراقية على أيدي جواد سليم وجماعته، فكتب في مذكراته بعد لقائه بالفنانين البولونيين، تلامذة الفرنسي بونار، في تلك المقهى قال: «الآن عرفتُ اللون.. الآن عرفتُ الرسم».

Dr.Randa
Dr.Radwa