الخميس 2 مايو 2024

مساجد تاريخية| «مسجد الأمير صرغتمش الناصري» ( 25- 30)

مسجد الأمير صرغتمش الناصري

ثقافة4-4-2024 | 16:53

أروى أحمد

تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم : باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص، ونستكمل في اليوم الخامس والعشرون  من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع  مسجد الأمير صرغتمش الناصري.

يعد مسجد الأمير صرغتمش الناصري من أحد الجوامع التاريخية والأثرية المهمة في القاهرة، والذي يقع في شارع الصليبة بحي السيدة زينب، بناه الأمير صرغتمش بجوار جامع أحمد بن طولون مباشرة.

شيد الجامع في عصر المماليك عهد الناصر محمد بن قلاوون في ربيع الأخر سنة 757 هـ، وأنشأ فيهِ مدرسة خصصة لتدريس علم الحديث النبوي، وأصول الفقه الحنفي، وكانت مقصدا مزدهراً للعلماء والفقهاء من المذهب الحنفي وخاصة الفرس منهم في القرنين الثامن والتاسع.

يتكون الجامع في تخطيطه  بالداخل من مدرسة وهي عبارة عن أربعة إيوانات يتوسطها صحن مكشوف، تتوسطه فسقية ذات قبة خشبية محمولة على ثماني أعمدة رخامية، وأكبر هذه الإيوانات إيوان القبلة، كما أن المحراب تغطيه قبة، وبذلك تكون أقدم قبة في القاهرة تقوم على محراب، وقد هدمت وأعيد بناؤها عام 1940م، طبقاً لشكلها الأصلي القديم.

كما يوجد على الحوائط التي تقع على جانبي المحراب بقايا إزار "وزرة" مكون من ألواح رخامية تحتوي على رنك الأمير صرغتمش وألقابه، كما يوجد لوح آخر يحتوي على زخارف مورقة وعناقيد وأوراق عنب، وقد نقل إلى متحف الفن الإسلامي في القاهرة تسعة ألواح من أزر حوائط إيوان القبلة.

وبالنسبة للواجهة الرئيسية للجامع فهي الواجهة الشمالية الغربية التي تطل على الشارع، وتشتمل هذه الواجهة على المدخل، وهو عبارة عن جدار غائر يتوّجه عقد وقد سقف بنصف قبة في أسفلها مقرنصات ذات دلايات، ويشبه هذا المدخل مدخل المدرسة الطشتمرية  التي بنيت في القدس، ويوجد على يسار المدخل مئذنة رشيقة بارتفاع 40 م بنيت من الحجر، وتتكون هذه المئذنة من ثلاثة طوابق تتوّجها قمة منقوشة.

يعلو الجامع قبة الضريح  في الطرف الجنوبي من الواجهة، وقد بنيت هذه القبة على غرار القباب السمرقندية، فهي بصليّة مطوّلة ذات رقبة طويلة وبنيت من الطوب وتتكون من قبة خارجية وأخرى داخلية.

Dr.Randa
Dr.Radwa