يُعدّ المقهى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافية مهمة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.
يعتبر مقهى الزهاوي في بغداد بالعراق، من أشهر المقاهي التاريخية التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1917م.
ويقع مقهى الزهاوي بين ساحة الميدان وجامع الحيدرخانة، بالقرب من شارع المتنبي، وسميت الزهاوي على اسم الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي، الذي كان أحد روادها الدائمين.
ومن روادها مقهى الزهاوي المشهورين: مطرب العراق الأول محمد القبانجي وخليفته يوسف عمر، وكثير من المثقفين والشعراء والمغنين والصحفيين الذين تملأ صورهم جدرانها تكريمًا لهم.
دمر المقهى جزئيا خلال الحرب عام 2003، إذ كانت تقع قرب مقر وزارة الدفاع، وبعد نهاية الحرب، أعادت الحكومة العراقية بناءها وهي تابعة الآن لأمانة العاصمة ويستأجرها المشرف عليها اليوم حيدر خريبط، وأغلب روادها الحاليين من المثقفين والشعراء وكبار السن.