الخميس 2 مايو 2024

فلاسفة الإسلام| «النقاش الأندلسي» رائد الفلسفة العقلانية في العصر الإسلامي الذهبي (25_30)

صورة تخيلية ابن النقاش الأندلسي

ثقافة4-4-2024 | 21:37

إسلام علي

تعد الفلسفة الإسلامية من أرقى أنواع العلوم الإنسانية، حيث تعتبر بوابة لفهم حقائق غير ظاهرة في مختلف الميادين العلمية، ويعتبر الفلاسفة المسلمون «الفلسفة» هي العلم الذي تميز به الأنبياء للوصول إلى مرحلة اليقين في المعرفة الإلهية وقام علماء الفلسفة المسلمين بتوظيف قوانين الفلسفة في استكشاف حقائق الأمور في جميع ميادين المعرفة.

ونقدم خلال 30 يومًا من شهر رمضان 1445 هجرية،  إسهامات هؤلاء الفلاسفة في ميدان الفلسفةوكيفية ربطها بالعلوم الأخرى، في رحلة مع أبرز علماء الفلسفة في تاريخ الحضارة الإسلامية.

 

ولد النقاش الجهضمي الأندلسي في مدينة إشبيلية في عام 595 هجريا.

وهو عالم رياضيات مسلم وله اهتمامات بعلم الفلك، واشتهر بعلمه بالفلسفة والمنطق وتطويره لهما خلال العصر الذهبي للدولة الإسلامية في الأندلس.

 

انتقل" النقاش الأندلسي" إلى مصر ودرس علي يد كبار العلماء في عصره، وكان من أشهر مؤلفاته "شرح كتاب السماء والعالم" للعالم ابن الهيثم. و شرح كتاب "المجسطي" لبطليموس.

وسار " الأندلسي" علي خطى الفلاسفة السابقين في مناقشة النظريات الفلسفية ومنها: نظرية المعرفة والوجود ونظرية النفس والأخلاق والسياسة.

تأثر في مجال المعرفة، بالعديد من العلماء مثل أرسطو وأفلاطون وابن سينا، فاعتبر السبيل الوحيد للمعرفة هو العقل، الذي يقوم بدور في استقبال المعلومات ثم تنتقل هذه المعلومات إلى مرحلة الأختبار والتجربة ثم  يتم تحليلها منطقيا وينتج في الأخير معارف نقية بعيدة عن التشوه.

ودعا "ابن النقاش" إلى ربط مجال المعرفة بالواقع والتطبيق العملي بدلا من الاكتفاء بالمعارف المجردة ورفض السلطات الدينية في عصره التي توجهت إلى التقليد الأعمي وعدم إعمال العقل في النصوص الدينية، وأكد " النقاش الأندلسي" على عدم وجود تناقض بين العقل والدين

أسهم في شرح نظرية الوجود، فرفض التعددية الآلهية وقدم أدلة عقلية عن وحدانية الله، واعتبر أن الله خالق كل شيء من الذرة إلى المجرة وبذلك رفض نظرية الفيض الإلهي التي اعتمدها أفلاطون في فلسفته،و التي بموجبها اعتقد أن الله لم يخلق كافة الأجزاء في الكون. بل أن كل جزء كان بدوره يتولى خلق الجزء الذى يليه.

 

وربط "النقاش" بين الأخلاق الأسلامية و الأخلاق من المنظور الأرسطي ووازن بينهما، وأكد على أهمية التمسك بكامل ما ورد في القرآن والسنة وليس بعض منها علي حساب الأخر. وناقش الأخلاق والقيم والعادات في الحياة اليومية من المنظور العقلي والمنطقي.

آمن ابن النقاش بوجود بعد روحي وعقلي يؤثر في حياة الإنسان، واعتبرها جوانب فطرية لاغنى عنها وتساعده في حياته للشعور بالعواطف و بالروحانيات. واعتبر "النقاش الأندلسي" أن البيئة الخارجية أهم مؤثر في شخصيه الإنسان والمحرك الأول لأفعاله.

 

وقسم "النقاش" النفس الإنسانية إلى ثلاث أقسام: الأولى العقل ثم النفس الإرادية ثم الشهوانية، واعتبر أن النفس العاقلة هي أعلاهم مرتبة، فالعقل هو الذي يستطيع التحكم في الشهوات الدنيوية، وحدد تأثير كل من النفس العاقلة الشهوانية والإرادية على سلوك الإنسان. وشدد على ضرورة محاربة الشهوات الجسدية بالعقل لأجل الوصول إلى السعادة الحقيقية.

 

وفي الفلسفة السياسية، نادى بضرورة تطبيق القانون علي جميع الأحياء دون إستثناء وذلك سوف ينتج من الحاكم العادل الذي يتبع قانون العقل وليس الشهوات الدنيوية.

 

وأكد "ابن النقاش" على أهمية تطبيق "الشورى" وهو مشاركة جميع أفراد المجتمع في السياسة والقوانين العامة.

 

ورحل ابن النقاش عن عالمنا في عام 672 هجريا بعد أن ترك العديد من المؤلفات والأبحاث التي ماتزال تلهم العديد من الباحثين إلى يومنا هذا.

Dr.Randa
Dr.Radwa