بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يحل اليوم الخامس من إبريل هذا العام، وسط واقع كارثي وانتهاكات جسيمة تمس الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تتعاظم فيه وفق "مركز الميزان لحقوق الانسان" في غزة المآسي في القطاع، جراء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجريمة الأخطر الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال ومست البشر والحجر والشجر، وتحوّل فيها الأطفال في غزة إلى أهداف مستباحة من الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد المركز الحقوقي، أنه لا يزال الاحتلال الاسرائيلي يرتكب انتهاكات جسيمة متعددة تجاه الأطفال، شملت القتل، والتشويه، والاعتقال والإخفاء القسري، وحرمانهم من حقهم في الحياة، والصحة، والتعليم من خلال تدمير المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وتعريضهم للاستهداف بشكل مباشر خلال العدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ويشكل الأطفال في قطاع غزة ما نسبته 47% من إجمالي السكان، وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والذي من المتوقع أن يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة منتصف العام 2024 في دولة فلسطين 2,432,534 طفل؛ بواقع 1,364,548 طفلاً في الضفة الغربية، و1,067,986 طفلاً في قطاع غزة.
وأوضح مركز الميزان لحقوق الانسان، أنه منذ السابع من أكتوبر الماضي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهدافه المباشر للأطفال، حيث يمثل الأطفال نسبة هائلة من الضحايا الذين استشهدوا خلال العدوان العسكري الإسرائيلي، بحسب آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية، هناك أكثر من 14,500 طفلاً استشهدوا منذ بدءالعدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر، ويشكلون %44 في المئة من إجمالي عدد الشهداء في قطاع غزة، ومازال هناك 7000 في عداد المفقودين، 73% منهم من النساء والأطفال، إلى جانب مئات آخرين موجودين تحت الأنقاض، أما الجرحى الأطفال جراء الهجمات الإسرائيلية، فالمئات منهم حالتهم حرجة وفق وزارة الصحة الفلسطينية، حيث تعرض العشرات من الأطفال لعمليات بتر أطراف، والمئات لحروق شديدة في مختلف أنحاء أجسادهم، فيما تقطّعت أجزاء من أجساد آخرين إثر إصابتهم بالصواريخ الإسرائيلية وأصبحوا فاقدين لبعض أو جميع أطرافهم، لافتاً أن نحو 17 ألف طفل فلسطيني في غزة أصبحوا أيتاماً بعد أن فقدوا كلا الوالدين أو أحدهما، ولكل منهم قصصاً مروعة عن الخسارة والفقدان.
ويواجه الأطفال أيضاً وفق وزارة الصحة الفلسطينية خطراً محدقاً من جراء تعرّضهم للأوبئة والأمراض السارية الناتجة عن عدم توفر مياه صالحة للشرب، حيث بات الحصول على كميات كافية من المياه النظيفة مسألة حياة أو موت والذي بدوره سيؤدي إلى وفاة المزيد من الأطفال بسبب الأمراض والأوبئة، عدا عن استخدام أساليب غير آمنة وغير صحية لإشعال النار بهدف الطهي، بالإضافة إلى انعدام النظافة الشخصية، والرعاية الصحية في مراكز الإيواء شديدة.
ولفت المركز الحقوقي إلى انقطاع التعليم في المراحل الدراسية كافة، ويواجه أطفال غزة مستقبلاً مجهولاً، حيث تحولت المدارس في مختلف أنحاء قطاع غزة إلى مراكز إيواء عدا عن تدميرها وتضررها، حيث استخدمت 133 مدرسة كمراكز إيواء، وتعرضت 111 مدرسة لأضرار بالغة، ودمرت أكثر من 40 مدرسة بشكل كامل وفقا لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، فقد حُرم نتيجة لذلك 620 ألف طالب وطالبة في القطاع
من حقهم بالتعليم المدرسي، لتُضاف إلى الجرائم الإسرائيلية بحقهم في محاولة تدمير أجيال كاملة في قطاع غزة.
وكشف المركز الحقوقي، أن الأطفال الخدج وحديثو الولادة في قطاع غزة لم يسلموا من جرائم الاحتلال، حيث كانوا جزءاً في معركة البقاء على قيد الحياة، ووفق المعطيات الصادرة عن المراكز الصحية في غزة فأن أكثر من 20 ألف طفل وُلدوا في ظل العدوان الإسرائيلي منذ اندلاعه على قطاع غزة.
وطالب المركز المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل والفاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الطفل الفلسطيني، واجبارها على احترام قواعد القانون الدولي الإنساني.