الثلاثاء 30 ابريل 2024

بعد 5 سنوات من القضاء عليه.. هل يعود «داعش» مجددا؟

تنظيم داعش

عرب وعالم6-4-2024 | 12:06

دار الهلال

أثيرت حالة جدل بشأن ظهور تنظيم "داعش" مجددا، بعد مرور نحو 5 سنوات على القضاء على آخر معاقله في بلدة "الباجوز" بمحافظة دير الزور السورية، إثر نشاط فروع للتنظيم مثل "داعش خراسان".

وفتحت عودة هذه الفروع التساؤلات عمّا إذا كانت هذه الأنشطة تمثل عودة للتنظيم بكامل قوته مجددا، أم أن الأمر يدور حول انبثاق تنظيمات فرعية على نهج داعش مع استغلال اسمه.

وأكد محللون ومراقبون أن هذا التنظيم "يمرض ولا يموت"، وأن العودة من الممكن أن تكون قوية في مناطق كان يرتع فيها التنظيم بجانب مناطق أخرى تشهد حاضنة مناسبة لإعادة بناء فروع منه تحمل الأيديولوجيات نفسها.

وقالوا إن ظهور داعش بأي ثوب أو شكل جديد بشكل أقوى في المراحل القادمة بمناطق متفرقة من العالم يعتمد على أمور عدة، من بينها الفوضى الناجمة عن التهديدات والتوترات المستمرة التي يشهدها الشرق الأوسط، في حين أن الفوضى هي العامل الأول الذي يساعد على إيقاظ خلايا هذا التنظيم.

وأكد الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي والباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، فاضل أبو رغيف، أن "داعش لن يستطيع العودة لما كان عليه مرة أخرى، ولكن قد تنفذ فروع منه عمليات في أزمان متباعدة وحقب وفترات على مدى طويل، وهو ما يعتبر نبض العودة".

وأضاف "دائما ما تنبض الحياة داخل التنظيمات الراديكالية، لجملة من الاعتبارات؛ فهي تنظيمات عقائدية، فيها مجلس شورى وهيئة رأي، ما يبعث الروح في بقايا الجماعة؛ لذلك التنظيم يمرض ولكن لا يموت، يقفل لكن لا يتلاشى بطريقة الاندثار".

وتابع: "قد يتحول من عمل دولة التمكين إلى وحدات صغيرة جوالة؛ وهي أفراد لا يتخطون عتبة 3 إلى 5 أفراد، وهي مجموعة خيطية تتوارى في الوديان والسهول والجبال وبعض المناطق ذات الطبيعة الجغرافية المعقدة".

ولفت إلى أن "التنظيم الذي نجح بالتكيّف وسط هذه البيئات، يستطيع التأقلم مع أية بيئة معقدة سواء في كهف داخل جبل أو خندق تحت الأرض".

وأوضح أبو رغيف أن "التعامل حاليا من جانب التنظيم يكون بشكل تدريجي مثلما كانت حالة التمهيد لظهوره قبل ذلك"، مذكّرا بما جرى في الفترة من 2010 – 2015 عندما كان التأهيل لانطلاق التنظيم غير المعلوم وقتئذ بانفجار سيارة مفخخة عبر انتحاري في المدن والمحافظات العراقية.

وبيّن أنه "منذ سنوات لم يكن هناك أي أعمال عنف، والتنظيم أخفق في الالتزام بمشاهد مهمة كان يتبعها، منها ما كان يتم تمريره في تلك الأيام مما يسمى بغزوة رمضان، التي كان يهلل ويعد العدة لها، من جهاز إعلام التنظيم عبر وكالة أعماق أو الفرقان، أو أي من وكالاته التي يعتمدها إعلاميا".

وبدوره، قال الخبير في الشؤون العسكرية عبد الرحمن مكاوي، إن "تنظيم داعش سقط بسقوط مدينتي الرقة والموصل قبل سنوات، ثم تحول بعد ذلك إلى تنظيم مشرد ومطارد في بعض النقاط، منها في سوريا وصحراء الأنبار والصحراء الكبرى والساحل".

وأشار مكاوي إلى أن "نهاية تنظيم داعش سمحت لفروع أخرى بالخروج منه، والقيام بنشاطها بتوسع، ومنها ما هو أكثر تطرفا من التنظيم الأم".

وتابع: "بعض هذه الفروع تقوم بالقرصنة على ميراث التنظيم الأم والسيطرة عليه، ورأينا انتقال داعش الأصلية إلى داعش خراسان وأخرى بالصحراء الكبرى في أفريقيا، فيما دخلت عليه تنظيمات جريمة منظمة وعابرة للحدود والقارات".

وأشار إلى أن "دخول هذه التنظيمات حوّل داعش من تنظيم عقائدي تطرفي إلى داعش الارتزاق الذي يعمل لمن يدفع له أكثر، سواء من جماعات أخرى أو من أجل أهداف أجهزة استخباراتية".

وبدوره، بيّن مدير المركز الجيواستراتيجي للدراسات في ألمانيا، إبراهيم كابان، أن "العوامل التي تساعد في ظهور داعش مجددا عبر تنظيمات بمناطق في الشرق الأوسط تعود إلى مظاهر، من بينها انتشار ميليشيات إيرانية في عدة نطاقات جغرافية".

وأشار إلى أن "محاولة إدخال الدولة السورية في حرب، أعطى المجال الكامل لظهور داعش في مناطق البادية السورية، والانطلاق منها في تنفيذ عمليات ضد الدولة السورية وقسد".

وأوضح كابان أن "ظهور داعش بأي ثوب أو شكل جديد بشكل أقوى في المراحل القادمة بمناطق متفرقة من العالم يعتمد على أمور عدة، من بينها الفوضى الناجمة عن التهديدات المستمرة التي يشهدها الشرق الأوسط".

وأضاف: "الفوضى هي العامل الأول الذي يساعد على إيقاظ داعش، بالإضافة إلى مسائل تتعلق بالحاضنة، إذ إن حاضنة داعش في دير الزور لم تنتهِ، وحاضنته بمناطق السيطرة التركية في سوريا ما زالت قائمة".

وأوضح أنه "تم القضاء على داعش كدولة تسيطر على الأرض، ولكن الفكرة والخلايا النائمة والجهات الداعمة لم تختفِ؛ لذلك بقيت تلك الخلايا تتدرب بين مجموعات مرتزقة سورية تحتل مدن رأس العين، وجرابلس، وإعزاز، وعفرين، وإدلب".

Dr.Randa
Dr.Radwa