الثلاثاء 30 ابريل 2024

أغانى العيد.. قصص وحكايات ومفاجآت

أغانى العيد.. قصص وحكايات ومفاجآت

6-4-2024 | 15:27

خالد فؤاد
لعل من الأشياء التى لا يعرفها الملايين سواء من المصريين أو العرب أن هناك أكثر من 1000 أغنية مصرية تم إنتاجها وتنفيذها خلال المائة عام الماضية !!! جميعها تعبر عن الفرحة والسعادة وتحمل البهجة والسرور بمناسبة قدوم العيد . بعض هذه الأغنيات نجحت في الاستمرار عبر عشرات السنين بعد ارتباط الجمهور بها بشكل كبير وأصبحت جميعها من أيقونات العيد فتذاع بصفة مستمرة فمن الصعب أن يأتى العيد دون أن نستمع لها ونشاهدها عدة مرات منذ ليلة الوقفة وطوال أيام وليالي العيد، فماذا عن قصص وحكايات أغاني العيد؟ يا ليلة العيد أنستينا يأتى في مقدمة هذه الأغنيات الجميلة بالطبع الأغنية الشهيرة ٲغنية “ليلة العيد” لكوكب الشرق أم كلثوم فجميعنا عند الاستماع لكلماتها الخالدة “ يا ليلة العيد إنستينا وجددتى الأمل فيها “ تصيبنا بلا شك حالة من البهجة والسعادة . والغريب أن هناك عدة مفاجآت يجهلها الكثيرون عن هذه الأغنية . أولها أن أم كلثوم اقتبست مطلع هذه الأغنية من بائع متجول كان يسير في الشوارع والميادين الشعبية ويردد نفس المطلع وطلبت أم كلثوم في البداية من الشاعر الكبير بيرم التونسي أن يكتب لها نص الأغنية بعد قيامها بإعطائها المطلع، وبسبب ظروف صحية ألمت بالتونسي كلفت الشاعر الكبير أحمد رامي بكتابتها وبالفعل قام بتنفيذها بشكل أثار إعجاب كوكب الشرق وأسندت تلحينها للموسيقار الكبير زكريا أحمد وعلي ما يبدو لم تعجبها التيمة الموسيقية فأعطتها للموسيقار الشاب في هذا الوقت رياض السنباطي فقام بتلحينها كأفضل ما يكون وبالشكل الذى تذاع به الآن . المفاجأة الثانية أن هذه الأغنية التى تم تقديمها منذ نحو 85 سنة ولاتزال باقية بيننا حتى اليوم ونستمتع بها أن أم كلثوم قدمتها لأول مرة كواحدة من مجموعة أغنيات فيلمها الشهير “ دنانير” الذى عرض عام 1939 وأهدتها للملك فاروق ملك مصر آن ذاك فى ليلة عيد الفطر وذلك في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي . الليلة عيد ع الدنيا سعيد الغريب حقا أن كوكب الشرق أم كلثوم قامت بعدها بتقديم أغنية خاصة للعيد وحملت عنوان «حبيبي يسعد اوقاته» كلمات بيرم التونسي والحان زكريا أحمد وتقول في أحد مقاطعها «كل ما يهل هلاله تتعاد الأعياد .. دى الليلة عيد ع الدنيا سعيد» ولم يكن لديها أدنى شك هى وكل فريق العمل معها في تحقيقها لنجاح كبير وإنها ستستمر سنوات طويلة إلا أن ما حدث كان العكس تماما حيث لم تحقق الأغنية واحدا علي عشرة من نجاح الأغنية السابقة “ ياليلة العيد “ ومن ثم فإن الأغنية التى لم تكن تقصد تقديمها لتذاع في العيد نجحت واستمرت عشرات السنين والأغنية التى قدمتها لتذاع في العيد خصيصا لم تنجح بشكل كبير. هل هلال العيد ومن بين عشرات بل مئات الأغانى القديمة التى تم تقديمها في حقبتى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي عن العيد لم يكتب النجاح بشكل كبير وقوى سوى لأغنية واحدة لاتزال تعيش بيننا حتى اليوم وتحرص كافة الشبكات الإذاعية والكثير من القنوات العربية علي إذاعتها وهى أغنية “ هل هلال العيد” وهى من تأليف بيرم التونسي وغناء المطربة نور الهدى وقام بتلحينها الموسيقار فريد الأطرش الذى كان يرتبط بصداقة قوية بنور الهدى في هذا التوقيت ولم يكن يتوقع أن تحقق النجاح الكبير الذى حققته وقت تقديمها حيث فوجئ بالجماهير تتغنى بها في الشوارع بعد إذاعتها بكثافة عبر أثير الإذاعة ومن شدة إعجابه بها قام هو الأخر فريد الأطرش بغنائها لتحقق نجاح مدوى وكبير بصوته ولاتزال باقية حتى اليوم . أهلا بالعيد للثلاثى المرح ومن أشهر وأجمل أغنيات العيد التى تم تقديمها في مطلع السبعينيات من القرن الماضي أغنية “ أهلا بالعيد” للثلاثي المرح الذى حقق نجاحا كبيرا في ستينات وسبعينات القرن الماضي وكان مكونا من وفاء مصطفي وصفاء يوسف وثناء الباروني فقد قدمن سويا مجموعة من الأغنيات الهامة والجميلة التى كانت تتردد في الشارع المصرى والعربي ويحفظها الجمهور عن ظهر قلب مما دفع المسئولين بالتليفزيون فى هذا الوقت لترشيحهن لتقديم أغنية “ أهلا بالعيد “ ويقول مطلعها “ انوارك هلت ع الدنيا وطلت .. ما احلاها ياعيد .. وقلوبنا أتهنت بالفرحة وغنتلك احلي نشيد .. أهلا بالعيد أهلا أهلا. ٲهلاً بالعيد ومن أشهر وأهم الأغانى التى تعد حديثة نسبيا مقارنة بالأغاني التى ذكرناها أغنية “ أهلاً بالعيد” التى غنتها الفنانة صفاء أبو السعود في مطلع الثمانينات من القرن الماضي كلمات الشاعر الكبير الراحل عبدالوهاب محمد والحان الموسيقار جمال سلامة ، فقد تم تقديمها بشكل بسيط للغاية لتعبر عن فرحة الأطفال بقدوم العيد ولم يكن صناعها بما فى ذلك صفاء أبوالسعود نفسها يتوقعون أن تحقق النجاح المدنى الذى حققته عند عرضها لأول مرة بل لم يكن أى منهم يتوقع أن تستمر طيلة هذه الأعوام بنفس النجاح فتتهافت كافة المحطات والقنوات علي إذاعتها وعرضها رغم مرور نحو 43 عاما علي تقديمها لتصبح باتفاق الجميع إحدى أيقونات العيد. وفي أحد أحاديثه الشهيرة تحدث الموسيقار جمال سلامة عن كواليس هذه الأغنية فأكد إنه كان مع قدوم العيد يستمع مثل كل المصريين والعرب لأغنية يا ليلة العيد لأم كلثوم ويرى إنها مخصصة للكبار، وظل كما يقول يسأل نفسه: لماذا لا يكون هناك أغنية خاصة للأطفال عن العيد. وتحدث في هذا مع صديقه الشاعر عبد الوهاب محمد وقام بإعطائه مطلع الأغنية “أهلاً بالعيد” وقام عبدالوهاب محمد باستكمالها ووقع اختيارهما علي صفاء أبو السعود دون غيرها لكونها أشهر مطربة كانت تقدم أغنيات للأطفال في هذا الوقت وعملنا الأغنية فوافقت علي تقديمها وتقرر إسناد إخراجها تليفزيونيا للمخرج شكرى أبو عميرة فقرر الخروج عن المألوف وتصويرها بالشوارع والحدائق لتكون المشاهد أقرب إلى روحها. فلفت أنظار الجميع لكون أن معظم الأغنيات في هذا الوقت كان يتم تصويرها بداخل الاستديوهات وبالفعل تم تصوير كل مشاهد الاغنية بجوار جامعة القاهرة وحديقتى الأورمان والحيوان، وكذلك برج القاهرة، وعلي عربة حنطور مع البالونات لتخرج الأجواء واقعية ومعبرة تماما . وقد استغرقت مدة تصويرها 15 يوماً وحصلت على أكثر من جائزة كبرى ، وتم تكريم شكرى ابو عميرة عنها كأفضل مخرج. وللأجواء الجميلة وحالة الحب التى جمعت كل فريق العمل نجحت الأغنية واستمرت وأصبحت أغنية الأطفال الرسمية فى العيد ليس في مصر فقط بينما في الكثير من الأقطار العربية التى تحرص علي إذاعتها وعرضها في المناسبة السعيدة . الليلة دى عيد ع الدنيا سعيد ولعل من أشهر أغانى العيد التى نعشق الاستماع لها أيضا أغنية “ الليلة دى عيد .. ع الدنيا سعيد “ للمطربة الكبيرة ياسمين الخيام . وقدمتها ياسمين الخيام الأغنية بصوتها القوى شديد العذوبة لأول مرة في حفل خاص كان مقاما بمناسبة العيد وذلك في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وبذكائها الفنى الحاد ظلت تردد علي خشبة المسرح مرات عديدة المقطع الأهم بالأغنية “الليلة عيد الليلة دي عيد” ونجحت في أن تجعل الجمهور يرددها معها لتصنع حالة من البهجة والسعادة وبسرعة البرق راح الجمهور في الشارع يرددها وراحت القنوات والمحطات تذيعها بكثافة لتصبح واحدة من أشهر وأجمل وأقرب الأغنيات لقلوب الجمهور المصري والعربي في العيد . أيهاب توفيق وغادة رجب وبالانتقال لحقبة التسعينيات والألفية الجديدة نجد أن هناك عدداً كبيرا من الأغنيات التى تم تقديمها ولم يحقق معظمها النجاح المنتظر منها رغم التكلفة المادية الكبيرة لغالبيتها إلا أن الجمهور وعلي ما يبدو لم يقتنع بها أو ينجذب لها باستثناء أغنيتان الأغنية الأولي للمطربة صاحبة الصوت القوى المميز غادة رجب وهى أغنية “ العيد السنة دى أحلى كل الأعياد والأفراح بتنادى جاية لنا فى الميعاد”. وقد قدمتها غادة في التسعينات من ألحان وتوزيع والدها الدكتور رضا رجب وكانت غادة لاتزال في سن الطفولة وهو ما أشاع جو طفولى على الأغنية وكتبت غادة بها شهادة ميلادها . والأغنية الثانية التى حققت نجاحا نسبيا في العصر الحديث أغنية “ العيد جيه” للمطرب إيهاب توفيق ولبساطتها وجمال كلماتها وموسيقاها حققت نجاحا جيدا ولاتزال تعرض حتى اليوم مع قدوم العيد بالقنوات المختلفة