يترقب عشاق الفلك والفضاء، كسوف كلي للشمس غدًا الإثنين، حيث سيحجب قرص القمر قرص الشمس بالكامل كاشفًا لنا عن الغلاف الخارجي للشمس المعروف باسم الإكليل الشمسي أو "الكورونا".
كسوف الشمس
في وقت سابق من الشهر الماضي، شهدت الأرض خسوفًا للقمر من نوع شبه ظلي، ومن المعتاد أن خسوف القمر وكسوف الشمس يأتي أزواجًا، والآن جاء دور الشمس.
وبحسب معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن الكسوف يمكن رؤيته كليًا فى كل من دول؛ الولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك، وكندا، ورؤيته ككسوف جزئى فى دول؛ غرب أوربا، وأمريكا الشمالية، وشمال أمريكا الجنوبية، والمحيط الباسفيكى، والمحيط الأطلنطى، والقارة القطبية الشمالية.
وأوضح المعهد، أن هذا الكسوف يغطى مساحة عرضها 197,5 كيلومتر، وعند ذروة الكسوف يغطى القمر 105,7% من كامل قرص الشمس.
وأشار إلى أن الكسوف الكلى هو أحد أنواع الكسوفات الشمسية ويحدث عادة عندما يكون القمر أثناء دورته الشهرية حول الأرض فى طور المحاق فى نهاية الشهر القمري، وقبل ولادة الهلال الجديد مباشرة حيث يقع القمر بين الأرض والشمس على خط الاقتران، وهو الخط الواصل بين مركزي الأرض والشمس أو قريبًا منه، وفى تواجده على إحدى العقدتين الصاعدة أو الهابطة أو قريبًا منها، وفى هذه الحالة تتغير المسافة بين القمر والأرض ما بين 405 ألف كيلومتر، و363 ألف كيلومتر، ونتيجة لهذا البُعد يتغير حجم القمر ليكون كبيرًا بما يغطى كامل قرص الشمس فيحدث الكسوف الكلي.
وكان آخر كسوف كلي للشمس شهدته الولايات المتحدة الأمريكية كان عام 2017، وسيكون الكسوف التالي لديها عام 2045، لذلك يهتم الأمريكييون بهذا الحدث على وجه الخصوص.
وبحسب خبراء الفلك، فإن مدة الكسوف كاملًا منذ بدايته حتى نهايته حوالي 5 ساعات، أي منذ بداية دخول قرص القمر تدريجيًا على قرص الشمس حتى يغطيه بالكامل، ثم انسلاخه تدريجيًا من الجهة الأخرى حتى يتركه تمامًا.
أما الظلام التام فستكون مدته حوالي 4 دقائق فقط، وفيها سيتحول النهار إلى ليل دامس، وستنخفض درجة الحرارة، وستضطرب الحيوانات والطيور، وستترائى بعض النجوم في السماء بوضوح.
وهذه الدقائق القليلة للكسوف الكلي التام للشمس، الوقت الوحيد الذي يمكن للمتخصصين فيه رؤية النجوم الخلفية للشمس، والتي تمثل البرج أو المجموعة النجمية الذي تقع فيها الشمس في هذه الفترة من العام، وهو مجموعة برج الحوت.
هل يرى في مصر؟
ولن يرى هذا الكسوف في مصر أو المنطقة العربية؛ لأنه سيحدث ليلًا بتوقيتنا، ولكن القمر الجديد سيولد يوم الإثنين، ولن يكون القمر مرئيًا في السماء طوال الليل، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تمامًا فيكون وجهه المضيء مواجهًا للشمس ووجهه المظلم مواجهًا للأرض.
وهو ما يعد فرصة لهواة الفضاء؛ لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الطيفية المطلوبة.
أنواع الكسوف
وتوجد أربع أنواع من الكسوف، هي:
- كسوف كلي
ويحدث عندما يصل ظل القمر إلى سطح الأرض وفي هذه الحالة ينكسف كامل قرص الشمس؛ لتظهر الحلقة الماسية.
- كسوف حلقي
الكسوف الحلقي أو الخاتميّ، يحدث عندما يكون القمر في نقطة بعيدة ما عن الأرض؛ لأن مسار القمر حول الأرض بيضاوي، فيكون قرص القمر أصغر من أن يحجب كامل قرص الشمس.
- كسوف الهجين
وهو نادر جداً، حيث يكون بين الكسوف الكلي والكسوف الحلقي، إذا شوهد هذا الكسوف كامل في نقطة وحلقي في أخرى فيعتبر هجين.
- كسوف جزئي
ويحدث في المناطق التي يسقط فيها شبه ظل القمر على سطح الأرض.
صلاة الكسوف
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك صلاة الكسوف، وهي سنة مؤكدة، تصلى حين كسوف الشمس، وخسوف القمر، حيث يصلي المرء ركعتين يحرم بالأولى، ويستفتح ويستعيذ ويقرأ الفاتحة وسورة البقرة، أو قدرها في الطول، ثم يركع فيسبح الله تعالى قدر مائة، ثم يرفع فيقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم يقرأ الفاتحة وآل عمران أو قدرها في الطول، ثم يركع بقدر ثلثي ركوعه الأول، ثم يرفع فَيُسَمِّع ويُحَمِّد، ثم يسجد فيطيل السجود فيهما، ثم يقوم إلى الركعة الثانية فيقرأ سورة النساء، ثم يركع فيسبح بقدر ثلثي تسبيحه في الثانية، ثم يرفع فيقرأ الفاتحة والمائدة، ثم يركع فيطيل دون الذي سبقه، ثم يرفع فيسمع ويحمد، ثم يسجد فيطيل.
فيكون الجميع ركعتين: في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان، ولو صلى صلاة الخسوف ركعتين كصلاة التطوع صح، ولو صلاها بست ركوعات في كل ركعة ثلاث ركوعات صح، فكل ذلك قد وردت به السنة.