الإثنين 29 ابريل 2024

صلاح شعير: أجمل لحظات الإبداع تقترن بالجو المشحون بالتقوى

د. صلاح شعير

ثقافة8-4-2024 | 16:04

دعاء برعي

يجمع الأديب والخبير الاقتصادي دكتور صلاح شعير بين الإبداع ممثلًا في الرواية والمسرح والقصة، والفكر ممثلًا في النقد الأدبي والكتابة السياسية والاقتصاد، له في الرواية "العنيدة والذئاب"، و"الظمأ والحنين"، و"أحلام الملائكة"، و"كفر الهوى"، و"رحيق النساء"، و"توتة محبوب"، وفي المسرح "وطن للبيع"، و"الساحرة والحكيم"، و"عين الشمس".

كما صدر له ثلاث مجموعات قصصية للطفل "أخلاق الفرسان"، و"القط والصياد"، و"النعامة والأسد"، ويضاف إلى ذلك فيلم وثائقي مطبوع بعنوان "المقاتل الأسمر"، والسيناريو السينمائي "لسان ونص".

وفي مجال السياسة والاقتصاد، صدر لشعير عشرة كتب منها "بناء الاقتصاد العربي"، و"الاقتصاد السياحي بالوطن العربي"، و"النهوض الاقتصادي"، و"تنمية المدن المصرية الجديدة"، و"التنمية الصناعية في المدن الجديدة"، و"عبقرية النكتة المصرية"، فضلًا عن مئات المقالات المنشورة في الصحف الورقية والإلكترونية..  

بوابة دار الهلال تواصلت معه لتتعرف إلى طقوسة الرمضانية على المستويين الاجتماعي والإبداعي والفكري.

 بداية يؤكد الأديب صلاح شعير أن الالتزام بالشعائر الدينية لا يمنع الكاتب على أداء عمله الأدبي أو البدني أو المهني، يقول: "العبادة لا تقتصر على الصوم والصلاة فقط، فكل عمل صالح من العبادات، والإنتاج الفكري الذي يدعو للخير، والحق، والعدل، والجمال، من الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها المسلم إلى ربه، وللأدب دور فعّال في تنشيط القدرات الذهنية والفكرية للمتلقي، علاوة على أنه دعوة موجهة لكل قارئ لتنمية الذات، أو للتفاعل الإيجابي مع البيئة المحيطة به، فالمعرفة عبر الأدب تمثل نمطًا من الطرق غير المباشرة في بث العديد من الأفكار المفيدة على المستوى الإنساني، وكل هذا عمل إيجابي ومفيد".  

ويضيف: "الشهر الكريم يمنح الكاتب نزعة صوفية، ويجعل روحه صافية، ليرى الإنسان ببصيرته، وهو أمر له دور مهم في الإبداع، فصفاء الروح يفجّر كل القيم النبيلة في وجدان المؤلف، وأجمل لحظات الإبداع تلك التي تقترن بالجو المشحون بالتقوى، ما يعزز فكرة الصياغة، ويعرف بالأدب النظيف بحيث تكون صناعة الدهشة لحث المتلقي على التفاعل مع النص الأدبي من خلال الموضع وليس عن طريق الإثارة، وهذه بركة رمضان".  

ومن ناحية الأعمال التي أنجزها د. صلاح شعير عبر حياته الإبداعية في الشهر الفضيل يوضح: "معظم الأعمال التي أنجزتها في العقد الأخير، بدأت في رمضان، مثل رواية "العنيدة والذئاب"، و"أحلام الملائكة"، والتي أنجزت فصولها الأولى في الشهر الكريم واستكملت الفصول الباقية لاحقًا، وهو الأمر الذي حدث كذلك مع رويتيّ "توتة محبوب"، و"رحيق النساء"، كما أن الكثير من الدراسات الاقتصادية والمقالات تمت في شهر رمضان، وربما شهر رمضان بالعام السابق لم أكتب فيه أي شيء، لأنه لم يكن لديّ مشروع فكريّ مُلح، وكنت في حالة استرخاء إبداعي، وهي حالة عادة ما يمر بها الكاتب كل فترة، إما للتشبع بسبب كثرة الأعمال، أو بسبب بعض الظروف الاجتماعية، لأن الكتابة عادة تحتاج إلى مناخ ملائم، وفي هذا العام أكتب موضوعًا مهمًا، أرجو أن يوفقني الله فيه".  

ويلفت شعير إلى أن رواية "أحلام الملائكة" التي تتحدث عن القرية المصرية تمثل عملًا من الأعمال التي يعتز بها، يقول: "كتبت الثلاثة فصول الأولى منها في رمضان، وهذه الرواية كانت في الأصل سيناريو وحوار لفيلم سينمائي بعنوان "دماء على ثوب امرأة" ولكن لأن هذا الفيلم كتب من أكثر عشرين عامًا ولم ينتج كان لا بد من تحديثه وتحويله إلى رواية، وقد حدث ذلك وأبدى أحد المنتجين رغبته في تحويل الرواية إلى مسلسل، واتفقنا على أن أكتب السيناريو والحوار، لكن اضطراب أسواق الدراما عرقل هذا المشروع، وأثق أن هذه الرواية على وجه التحديد سوف يأتي يوم وتأخذ مكانة ما".  

ويواصل: "أيضًا سيناريو "لسان ونص" كتبته في رمضان، وهو سيناريو للفليم المطبوع الذي يتناول فكرة الصراع بين اللغة العربية واللهجة العامية في إطار كوميدي وينتصر لفكرة الهوية، كما أن بناء الخط الدرامي يقوم على أن تكون شخصية البطلة عنصر رئيسي في صناعة الكوميديا، فعادة ما تكون المرأة في معظم الدراما على هامش الأداء الفكاهي، ويتميز هذا السيناريو بأنه ينتصر لفكرة التوازن بين الرجل والمرأة في النص السينمائي الذي عادة ما يتم تفصيله على مقاس الرجل، فالمرأة في هذا الفيلم شريك رئيسي في صناعة الحدث وليست مادة للإغراء والإثارة، وبالتالي فإن هذا الفيلم عندما يرى النور سيكون من الأعمال المتكاملة".  

وعن طقوس الشهر من الناحية الحياتية والأسرية يقول شعير: "لا يخلو الشهر الفضيل من ذهابي إلى العمل والإفطار مع الأسرة ثم متابعة النشرات الإخبارية، وفي بعض الأيام أسافر إلى المنوفية للإفطار مع شقيقي، وأحيانًا أخرج في إفطار جماعي مع بعض الأدباء في جلسة سمر رمضانية، بخلاف طقوس العبادة التي أرجو أن يتقبلها الله سبحانه وتعالى".

 

Dr.Randa
Dr.Radwa