أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة "جيمي ماكغولدريك"، أن الانسحاب الإسرائيلي من خان يونس قد يكون استعدادا للتوغل المقترح في رفح، وأعرب عن الأمل في أن يُحسن هذا الانسحاب الوضع في تلك المنطقة بالنسبة للسكان.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال جيمي ماكغولدريك: أعتقد أن إسرائيل غالبا ما أنهت هذه المرحلة من العملية العسكرية في خان يونس لإعادة تجميع صفوفهم والاستعداد للتوغل المقترح في رفح.
ذكر المسؤول الأممي أن إسرائيل قدمت سبعة التزامات لزيادة دخول المساعدات إلى غزة استجابة للطلبات المتكررة من الأمم المتحدة، وأن أهمها هو فتح مزيد من المعابر ومزيد من خطوط الإمداد إلى غزة. وقال: في الوقت الحالي نحن مقيدون للغاية فيما يمكننا جلبه. لدينا نقطة عبور رئيسية واحدة فقط هي كرم أبو سالم إلى رفح، والتي تسمح لنا بإدخال 250 شاحنة في اليوم. نحن بحاجة إلى إدخال ما يزيد عن 500 شاحنة يوميا. ومن أجل القيام بذلك، طالبنا منذ اليوم الأول بإتاحة المزيد من خطوط الإمدادات. في الوقت الحالي، من خط الإمداد من الأردن نتلقى 100 شاحنة فقط في الأسبوع، فيما يجب أن تدخل ما بين 30 و50 شاحنة يوميا.
وقال "جيمي ماكغولدريك": نأمل أن تلتزم إسرائيل بسرعة، وإننا نضغط مع الإسرائيليين لمعرفة متى يمكن فتح ميناء أسدود لدخول مزيد من الإمدادات ومباشرة إلى معبر إيريز أو إحدى نقاط العبور الأخرى إلى الشمال.
وأكد المسؤول الأممي أن الالتزامات الإسرائيلية تتراوح من "التخطيط إلى النية إلى الضمانات"، ومن غير المتوقع تطبيقها جميعا على الفور، ولكن يمكن البدء في العمل عليها. والأهم من ذلك هو أن هذا الإعلان العلني (من جانب إسرائيل) يسمح لنا بضمان الحصول على (تلك الالتزامات)، ومن ثم يمكننا العودة والدفع من أجل تطبيقها. هناك الآن وفود رفيعة المستوى في المنطقة وأيضا في تل أبيب، تضغط من أجل عدد من القضايا، بما في ذلك كل هذه الوعود أو التنازلات الجديدة التي حصلنا عليها.
أوضح المسؤول الأممي أن إسرائيل اعترفت في الأيام الأخيرة بالحجم الهائل للمعاناة في غزة وقدرتها هي نفسها على تسهيل زيادة المساعدات وهذا دليل آخر يثبت أن الأمم المتحدة كانت دائما على أهبة الاستعداد للقيام بكل ما في وسعها ولكن كانت هناك الكثير من القيود المفروضة عليها.
وأكد "جيمي ماكغولدريك"، أن ما نواجهه الآن هو وضع غير مستقر للغاية ويتسم بالنشاط العسكري العدائي. ملايين الناس يعانون، ويحتاج الجميع في قطاع غزة إلى نوع من الدعم منا. وبعض المساعدات الغذائية لا تصل إلى جميع الأشخاص المحتاجين إليها. لذا من المهم بالنسبة لنا تحقيق الاستقرار، والسبيل لذلك هو غمر المنطقة بالطعام في كل مكان. الاستقرار سيُسهل لنا تقديم المساعدة.
وقال: لدينا مخزون يكفي يومين أو ثلاثة فقط ولكن علينا تغيير ذلك. يجب أن تتوفر لدينا كميات هائلة من الطعام لأننا نعلم أن التوغل في رفح قادم ويجب أن نكون قادرين على تخزين الإمدادات مسبقا. ولكننا الآن لا يمكننا فعل ذلك.
ذكر "جيمي ماكغولدريك"، أن الأمم المتحدة تكافح حتى تتمكن من النقل المسبق لما يكفي من الإمدادات والمواد غير الغذائية والمأوى والمياه- خاصة في هذا الوقت من العام الذي تبدأ فيه درجات الحرارة في الارتفاع- وتوفير الدعم الصحي المتنقل والحماية. كل هذه الأمور تمثل مشاكل كبيرة بالنسبة لنا، ونحن لا نملك القدرة والموارد اللازمة للوفاء بذلك في الوقت الحالي.
وقال: نحن نكافح حقا من أجل الاستعداد. لذلك نأمل في أن نتمكن مع زيادة خطوط الإمداد وفتح مزيد من نقاط العبور إلى الشمال، ومن غمر المنطقة بالغذاء والإمدادات الأخرى، لنكون مستعدين لأي شيء يأتي بعد ذلك.