حظى كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه فالأرض، بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة  وسبل تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم  بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرًا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني، من آمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضًا هم من لازموا الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه دائمًا.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم لعام 1445 هجرية، يوميًا، سيرة أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائمًا لنصر دين الحق، ولمؤازرته وتشديد عضده.

ونقدم في اليوم  الثلاثون من رمضان 1445 هـ،  ملامح من رحلة الصحابي  «أبي بن كعب».

الصحابي الجليل « أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار»، هو قارئ وفقيه ومن كتبة الوحي كذلك.

أسلم أبي بن كعب في  بيعة العقبة الثانية، وكان يعرف عنه قبل الإسلام أنه حبر من أحبار اليهود، كما أنه ملم بجميع الكتب السماوية السابقة، وحينما أسلم اختاره الرسول محمد كأول كتبة الوحي من الأنصار،  وقام بجمع القرآن الكريم، وعرضه على الرسول ﷺ في حياته، وكان أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن في حياة النبي ﷺ.

شهد أبي بن كعب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، غزواته ومشاهده كلها ابتداءا من غزوة بدر وأحد والخندق.

من أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن أبي بن كعب

روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ قوله:«أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، وَلكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.»

كما قال عمرو بن العاص: «كنت عند رسول الله ﷺ في يوم عيد، فقال: «ادعوا لي سيد الأنصار»، فدعوا أبي بن كعب، فقال: «يا أبي، ائت بقيع المصلى، فأمر بكنسه».