يمثل شهر رمضان الكريم فرصة فريدة للتأمل والتجديد الروحي، وهو أيضًا مناسبة للتواصل الثقافي والفكري، في هذا الشهر المبارك، تتجلى القيم الإنسانية السامية من تسامح وتراحم، مما يُلهم الأدباء والشعراء والفنانين التشكيليين للإبداع والتعبير بأساليبهم الفريدة، حيث تحمل تلك الحوارات طابعًا مميزًا، وتكشف عن رؤياهم الروحية وتأملاتهم الفكرية، ومن خلال تلك المناسبة تستعرض بوابة دار الهلال مجموعة من الحوارات مع مختلف الأدباء والشعراء والفنانين.
وفي السطور التالية نلتقي مع الكاتبة شيماء علي جمال الدين لنتحدث عن ذكرياتها في شهر رمضان، وتأثر كتاباتها بروحنيه هذا الشهر الكريم.
ما هي طقوسك اليومية خلال شهر رمضان؟
اجتهد قدر استطاعتي أن أُحافظ على ورد القرآن الكريم والذكر اليومي وأحاول أن أزيد، كما احرص على الصلاة وخاصة التراويح والصيام مع مراعاة تقليل الأكل ومحاولة الالتزام بأكل صحي، واحرص في الحقيقة على تقليل المُخالطة والكلام والخروج من المنزل إلا لضرورة.
هل يتغير أسلوبك في الكتابة خلال شهر رمضان وهل تجديت إلهامًا مختلفًا في هذه الفترة المباركة؟
لا أستطيع القول أنه يتغير لأن الكاتب له بصمة مميزة أو ينبغي أن يكون كذلك لكن هذه الفترة المباركة على الحقيقة هي إلهام في كل شيء وأثرها على الكتابة هو غيض من فيض أنوارها بلا أدنى شك.
هل لديكِ ذكريات مميزة مرتبطة بشهر رمضان؟
رمضان هو شهر العام الذي أظل طيلة العام في انتظاره، والحقيقة أنه مرتبط عندي بذكرياتٍ كثيرة مؤثرة وفيصلية في حياتي، حيث رحل في ذلك الشهر الكريم أحب الناس إليّ؛ أبي رحمه الله والذي تُوفي في التاسع عشر من شهر رمضان وجدتي لأمي والتي توفيت ليلة السابع والعشرين من رمضان الذي سبقه بثلاثة أعوام تقريبا.
وأيضا عندما يأتي الشهر الكريم أسافر معه في ذكريات صلاة التراويح والتي اعتدت على صلاتها في المسجد في سن صغيرة وكان أجملها على الإطلاق تلك التي كانت خلف الشيخ حاتم فريد في جامع القائد إبراهيم وخلف الشيخ شعبان في مسجد الصداقة في سيدي بشر بمحافظة الإسكندرية، وبالطبع ذكريات الطفولة الجميلة وتجمعات العائلية التي لن تنسى.
كيف تقضين أوقاتك بعد الإفطار؟
الوقت في رمضان يمر سريعا جدا ولا نعوّل فيه إلا على البركة، بعد الإفطار صلاة التراويح تأخذ جزء من الليلة ثم مطالعة يسيرة وكتابة بعض الأفكار والخواطر وأحب متابعة بعض البرامج الخفيفة التي تتحدث عن الروحانيات ومعايشة القرآن وما يدور حول هذا الأمر.
ما هي الكتب التي تُفضلين قراءتها خلال شهر رمضان؟
أجتهد في ألا أقرأ في هذا الشهر إلا كتب التفسير وغريب القرآن وربما انتقيت كتابا يصحبني خلال الشهر مثل كتب الشيخ محمد دراز والشيخ فريد الأنصاري رحمهما الله وغيرها من الكتب.
هل تنصحي بكتب معينة تلائم هذه الفترة؟
أنصح بكتب التفسير مثل أيسر التفاسير ومعاني القرآن وغريبها ومقاصد السور وأسباب النزول والأذكار، أنوار وبركات الشهر الكريم بيئة خصبة لقلوبنا وأرواحنا لكي ترتاح من وعثاء سفر الحياة و تسمو وترتقي درجات في سماء القرآن والذكر والدعاء
كيف تُحافظين على إنتاجيتك الكتابية خلال شهر رمضان؟
أكتب، أحاول ألا أتوقف عن الكتابة وأسجل الخواطر التي ترد على قلبي من فائدة استمعت إليها في برنامج أو قرأتها في كتاب.
هل تكتبين عن مواضيع خاصة تتعلق بشهر رمضان؟
أكتب خواطر كثيرة، فلي مقالات سابقة كثيرة نُشرت على الشبكة العنكبوتية تدور حول شهر رمضان والعبادات وبعضها في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هل تأثرت كتاباتك بروحانية هذا الشهر المبارك؟
أعتقد ذلك، بل أرجو ذلك، إن لي دُعاء أُحب أن أدعو الله به، وأُحب أن يدعو لي به من وجد في قلبه حبا لي وهو: أن يصل الله حرفي به!
من هم الكتّاب المفضلون لديكِ؟
هذا سؤال صعب الحقيقة جدا فكيف يمكنني حصر أسماء الكثير ممن قرأت لهم ونالني من القراءة لهم النفع الكثير، خاصة بتعدد مجالات الكتابة، ولكن إن أردنا تضييق زاوية الأمر في الأدب فالكتب التراثية وأصحابها كثيرة يصعب علي ذكر بعضهم وإهمال البعض الآخر فلحوم نصوصنا نبتت من قراءاتنا لهم ولكن من المتأخرين محمود شاكر والرافعي وأسماء هذا الجيل دون استثناء ومن الروائيين نجيب محفوظ ويحيى حقي والكثير ممن عاصرهم وبعدهم تعجبني كتابات رضوى عاشور وغسان كنفاني ومن شباب الأدباء يُعجبني قلم سعود السنعوسي، وهذا على سبيل المثال وإلا فالقائمة طويلة جدا وأطمح أن يكون اسمي يوما ما فيها تاركا بصمة فارقة في عالم الأدب خصوصا والكتابة بشكلٍ عام.