وافقت إدارة الأغذية والدواء الأمريكية على جهاز جديد لعلاج تعفن الدم، وهو خلل وظيفي في أعضاء الجسم يهدد حياة الإنسان .
ويوفر الجهاز الجديد المطور من قبل باحثين في كلية الطب جامعة "ميتشيجان" الأمريكية، علاجا متطورا قابلا للتطبيق تجاريا لآلاف الأطفال الذين يعانون من إصابة حادة في الكلى، والمصابون بحالات مميتة في كثير من الأحيان من تعفن الدم.
وفي الوقت الراهن، يعد التشخيص المبكر والعلاج بالمضادات الحيوية، أفضل طرق علاج الإنتان (تعفن الدم). ويستخدم الجهاز في علاج الأطفال الذين يعانون من إصابة حادة في الكلى مصحوبة بإنتان الدم، والذى يستلزم معه الغسيل الكلوى الاصطناعي بصورة منتظمة في وحدة الغسيل الكلوي.
كما يتم دمج الجهاز المطور في دائرة غسيل الكلى المستخدمة لعلاج المرضى الذين عانون من الفشل الكلوى الحاد، ويمكن أن يهدىء بشكل انتقائي خلايا الدم البيضاء النشطة بشكل مفرط داخل الدورة الدموية نتيجة وجود عدوى، فضلا عن دوره في تسحين الأنسجة.
وكان التحليل المجمع من تجربتين سريريتين للأطفال مقنعا؛، مما أدى إلى موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، على هذا العلاج في مرضى الأطفال الذين يعانون من تعفن الدم الشديد والفشل متعدد الأعضاء.
وقال الدكتور ديفيد هيومز، أستاذ أمراض الكلى والباطنة في كلية الطب جامعة "ميتشيجان" الأمريكية "يبدأ الإنتان كعدوى في مكان محدد في الجسم، لكن بمجرد دخوله إلى مجرى الدم، يكون هناك معدل وفيات مرتفع حتى لو بدأ المريض في تناول مضاد حيوي"، موضحا أن معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بإنتان الدسم (تسمم الدم)، قبل التوصل لهذه التكنولوجيا الجديدة، بلغ 50 %، حتى فى ظل توفير أفضل الظروف العلاجية.
وتشير الأحصاءات الحديثة إلى إصابة ما يقرب من مليونين و75 ألف طفل، بحالة تسمم في الولايات المتحدة سنويا؛ وهو ما يمثل أكثر من عدد الأشخاص الذين يتعرضون لتوبات قلبية أو سكتات الدماغية.
وتودي حالات تسمم الدم بحياة نحو 25.000 مريض، بما فى ذلك 7,000 طفل سنويا، كما أكدت الأحصاءات أن عدد الأطفال الذين يتوفون من تعفن الدم سنويا أكبر من عدد الذين يتوفون من جميع سرطانات الأطفال مجتمعة، لكن مقدمي متفائلون بأن التكنولوجيا الجديد سوف تزيد من احتمالات بقاء المريض على قيد الحياة .