أعلام التلاوة هم القرّاء البارزون الذين تركوا بصمة خالدة في عالم التلاوة، حيث ارتقوا بفن التجويد والأداء إلى مستويات عالية من الجمال والروحانية، تميز هؤلاء القرّاء بأصواتهم العذبة، وأدائهم المتقن، وتأثيرهم العميق في وجدان المستمعين.
شهدت التلاوة ازدهارًا كبيرًا في القرن العشرين بفضل انتشار التسجيلات الصوتية والإذاعات، من بين أبرز أعلام التلاوة في العصر الحديث: الشيخ محمد رفعت، صاحب الصوت الملائكي، والشيخ مصطفى إسماعيل، الذي أبدع في المقامات، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي أسر القلوب بصوته الذهبي، وغيرهم من القرّاء الذين حُفرت تلاواتهم في ذاكرة المسلمين.
لقد أسهم هؤلاء القرّاء في نشر القرآن الكريم بأسلوب مؤثر، حيث كان لأصواتهم دور كبير في تقريب معاني القرآن للمستمعين، وإضفاء أجواء روحانية مميزة على المجالس الدينية، لا يزال إرثهم حاضرًا عبر الأجيال، حيث تُسمع تلاواتهم في كل مكان، من المساجد إلى المنازل وحتى عبر المنصات الرقمية الحديثة.
وتعرض بوابة دار الهلال يوميا خلال شهر رمضان الكريم سلسلة من أعلام التلاوة المصرية.
تستمر سلسلة دولة التلاوة المصرية باليوم الثالث من شهر رمضان الفضيل بالشيخ الجليل محمد محمود الطبلاوي فهو أحد أشهر أعلام قراء القرآن الكريم في مصر، ولد محمد محمود الطبلاوي يوم 14 نوفمبر عام 1934 بمركز تلا بمحافظة الشرقية، حيث بدأ حفظ القرآن الكريم بسن مبكر جدا وهو في السادسة من عمره على يد كبار المشايخ، حيث تتلمذ على يد الشيخ عبد الفتاح القاضي، والشيخ محمود حافظ برناق، والشيخ عبد الحميد المسيري.
امتلك الشيخ الطبلاوي صوت عذب ومميز، فهو معروف بأسلوبه في ترتيل وقرءاة القرآن الكريم، لذلك كان يدعى لحضور كبار المأتم وإحياءها بجوار كبار المشايخ، حيث انفرد بإحياء سهرات ومأتم كثيرة لكبار الموظفين والشخصيات المقرموقة من العائلات الكبيرة وهو في الثانية عشرة من عمره
رحل عن عالمن الشيخ الجليل يوم 12 من رمضان عام 1441 هـ، عن عمر ناهز 86 عامًا بعد معاناة مع المرض.
أدى المئات صلاة الجنازة على جثمانه، وذلك أمام منزله في العجوزة، بالقرب من نادي الترسانة الرياضي بالجيزة، وذلك قبل تشييع الجنازة ونقل الجثمان إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة في البساتين، شارك في الصلاة عدد كبير من مشايخ نقابة قراء القرآن الكريم، وأقارب الشيخ وجيرانه.