شهد شهر رمضان المبارك العديد من الأحداث التاريخية والإسلامية المهمة التي كان لها تأثير عميق على مسار التاريخ البشري، فقد ارتبط هذا الشهر الكريم بالعديد من الغزوات و الفتوحات والمعارك التي لم تكتفِ فقط بتغيير موازين القوى، بل أسهمت أيضًا في نشر تعاليم الإسلام وترسيخ قيمه.
ومن خلال هذه الأحداث، تعلّم المسلمون معاني الصبر، والإيمان، والقوة، مستلهمين بسالتهم في الدفاع عن الدين ونشره في مختلف بقاع الأرض.
وفي إطار الاحتفاء بروح هذا الشهر الفضيل، تستعرض بوابة دار الهلال خلال رمضان 1446 هـ أبرز المحطات التاريخية التي شهدها المسلمون.
واليوم، نسلط الضوء على حدث مهم في التاريخ الإسلامي، وهي"غزوة بدر الكبرى".
وقعت غزوة بدر الكبرى أوبدر القتال كما سميت "يوم الفرقان"، في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة، وتعد غزوة بدر أول معركة من معارك الإسلام، وكانت بين المسلمين بقيادة رسول الله محمد ﷺ، وقبيلة قريش ومن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي.
بدأت المعركة بمحاولة المسلمين اعتراض قافلة لقريش متجهة من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان تمكن من الهروب بالقافلة، وبعث رسولا إلى قريش يطلب عونهم، فخرجت قريش لقتال المسلمين وكان عدد المسلمين في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، معهم فرسان و70 جملا، وكان عدد جيش قريش 1000 رجل معهم 200 فرس.
انتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش وقتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قتل من قريش في غزوة بدر 70 رجلا وأُسر منهم 70 آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى 14 رجلا، 6 منهم من المهاجرين و 8 من الأنصار، وكان هذا أعظم انتصار حققه المسلمون، ودفن من استشهد من المسلمين في أرض المعركة في بدر، أما بالنسبة للأسرى فوصى رسول الله ﷺ بهم حيث قال" استوصوا بالأسرى خيرا".
وقد سميت الغزوة بهذا الاسم نسبة إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر هو بئر مشهور يقع بين مكة والمدينة المنورة.