أكدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، خلال تقرير الوزارة الموجه للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حول المخرجات الصادرة عن لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطني، وخطة وزارة الثقافة لتفعيلها، أنه يتضمن الأهداف الرئيسية للجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطنيّ، وعددا من المقترحات الصادرة عن خبراء اللجنة في هذا الشأن.
وتابعت أن من بين الأهداف الرئيسية للجنة الثقافة والهوية الوطنية، تعظيم الاستفادة من المؤسسات الثقافية في دعم الهوية الوطنية، مشيرة إلى أن لجنة الحوار الوطني اقترحت في هذا الشأن تعديل قانون إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة، بحيث يسمح لها ببيع الحرف التراثية وفقاً لخطط تسويقية مدروسة، بما يضمن تطور الحرفة وعدم اندثارها، ووجود عائد منها يسمح بدعم الأنشطة الثقافية والفنية.
وأوضحت وزيرة الثقافة أن هذا التقرير يتضمن الأهداف الرئيسية للجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطنيّ، وعددا من المقترحات الصادرة عن خبراء اللجنة في هذا الشأن، كما يتضمن الوضع الحالي في وزارة الثقافة، وكذا الخطة المستقبلية للوزارة لتفعيل المخرجات.
وأشارت إلى أنه تم تقديم مشروع مقترح لتعديل اللائحة بما يتوافق مع رؤية الدولة ليسمح ببيع وتسويق الحرف التراثية، بما يضمن تطورها وعدم اندثارها والحصول على عائد مادي يعود بالدعم على الأنشطة الثقافية والفنية، كما أن الخطة المستقبلية للوزارة ترتكز على إنشاء وحدات ذات طابع خاص بقانون، وكذا في ضوء ما سيسفر عنه التطبيق العملي عقب اعتماد وزارة المالية لمشروع لائحة الأنشطة المشار إليها.
وتضمنت مقترحات اللجنة أيضا تكليف (أطلس الفلكلور) بالهيئة العامة لقصور الثقافة بعمل أطلس الحرف التراثية، باعتبار أنها ترتبط في تنوعها بالأقاليم الجغرافية، حتى يتم التخطيط لتطوير هذه الحرف ووضع استراتيجية للاستفادة منها على أسسس علمية، وعقبت الوزيرة بأنه تم جمع الحرف التراثية من جميع المحافظات من قبل الإدارة العامة (أطلس الفلكلور)، حيث تم جمع مادة ميدانية، سواء أكانت الحرف موجودة أو شبه مندثرة، مضيفة أن الوزارة لا تقدم أطلس الفلكلور فقط كخدمة للتراث، بل هناك انتظام في إصدار مجلة الفنون الشعبية، وسلسلة الثقافة الشعبية، اللتين تعنيان بشكل أساسي بتوثيق ودراسة التراث الحي، فضلا عما ينشر من كتب تعي بالثقافات النوعية، كما أن الوزارة بصدد إصدار أطلس الفخار ، وأطلس الأكلات المصرية.
وانطوى الهدف الرئيسي الأول للجنة الثقافة والهوية الوطنية كذلك على مقترح من الحوار الوطني بإنشاء قطاع مختص بالحرف التراثية في وزارة الثقافة، وأوضحت الوزيرة أنه تم بالفعل إنشاء بيت للتراث تابع لصندوق التنمية الثقافية، وجار دراسة إنشاء قطاع مختص بالحرف التراثية، كما أنه جار إعداد خطة تنفيذية لمبادرة صنايعية مصر تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية، وبمتابعة رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة جميع الوزارات والجهات المعنية بالحرف التراثية بمصر.
وفيما يتعلق بشأن مقترح الحوار الوطني بتطوير منطقة سور الأزبكية وما حولها، حيث يوجد المسرح القومي، من حيث الأهمية التاريخية والثقافية لهذا المكان، فأوضحت الدكتورة نيفين الكيلاني، أن جهاز التنسيق الحضاري يقوم حاليا بعمل وتمويل مشروعات ريادية بالعديد من المحافظات في شان تحسين الصورة البصرية وإعادة الوجه الحضاري للمباني والحدائق التراثية، وكذلك الميادين والفراغات العامة، ومن ضمنها إحياء حديقة الأزبكية، وما تتضمنه من مبان تراثية والمشروع حاليا قيد التنفيذ، كما أن خطة الوزارة المستقبلية تعتمد على استكمال الإشراف على إحياء حديقة الازبكية والمحيط العمراني حولها بما يتضمن تنظيما "لمنطقة سور الازبكية – سوق الكتب" مع بحث استكمال تحسين الصورة البصرية لمنطقة وسط البلد مع الجهات التنفيذية وجهات التمويل.
كما تضمنت الأهداف الرئيسية للجنة الحوار الوطنيّ تعزيز الإطار المنظم للحفاظ على وترسيخ الهوية الوطنية، وأشارت وزيرة الثقافة، فى هذا الإطار، إلى أنه تم وضع استراتيجية لوزارة الثقافة لإطلاق الطاقات الإبداعية والحفاظ على الهوية، وتم مشاركتها لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، وتضمن هدف اللجنة في هذا الشأن أيضا مقترحا بصياغة وثيقة تحافظ على الهوية المصرية وتشكيل الوعي، من خلال تحويل القيم المتفق عليها من لجنة الوثيقة إلى سياسات تطبق في شكل ممارسات واجبة الاحترام من الفرد ومؤسسات الدولة، وقالت الوزيرة: ستقوم الوزارة من خلال لجان المجلس الأعلى للثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة، بوضع توصيات للحفاظ على الهوية المصرية، وتشكيل الوعي وتحويل هذه التوصيات إلى ورقة سياسات ثقافية يمكن من خلالها وضع برنامج ثقافي فاعل.
وتضمنت الأهداف الرئيسية للجنة الثقافة والهوية الوطنية كذلك هدفا آخر يتمثل في ربط العملية التعليمية بالنهوض بالثقافة والهوية الوطنية، بما يسهم في تعزيز روح الانتماء، وأوضحت الوزيرة أن جهاز التنسيق الحضاري قام بعقد ورش بشأن إصدار دليل إرشادي للهوية البصرية لمحافظات مصر، بما تضم من مدن وحضر وريف، وذلك بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية والوزارات والهيئات المعنية، وهو ما يدعم ويحسن الهوية البصرية، من خلال تشكيل مجموعات عمل من ديوان كل محافظة والجامعة الإقليمية بالمحافظة، بما تضم من كليات الهندسة والفنون، كما يقوم الجهاز بعقد ورش تعريفية بالهوية والتراث لطلاب الجامعات المصرية بما يشمل التدريب النظري، كما أن خطة الوزارة تعتمد على مراجعة ما يصدر من المحافظات بشأن استكمال دليل الهوية البصرية لكل محافظة وعقد ورش لمناقشة الأدلة لإصدار النسخة النهائية واعتمادها، وذلك بالمشاركة مع وزارة التنمية المحلية والوزارات والجهات المعنية.
كما تضمن هدف ربط العملية التعليمية بالنهوض بالثقافة والهوية الوطنية مقترحا آخر بإنشاء عدد من المدارس للمسارات المرتبطة بالفنون بعد المرحلة الإعدادية، لتدريس الفنون المختلفة (المسرح والموسيقى والباليه)؛ لتؤهل للجامعات والمعاهد العليا فيما بعد، دون الاضطرار للمرور بمرحلة الثانوية العامة أو غيرها لفئة الموهوبين، ممن يريدون الالتحاق بهذا المجال، على أن تقام في محافظات مختلفة.
وفي هذا الإطار، أوضحت الوزيرة أنه تم إنشاء مدرسة أكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية، من خلال بروتوكول مشترك مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى (وحدة تشغيل وإدارة المدارس التكنولوجية) في عام 2020 وتم تخريج أول دفعة فى عام 2023، ويصل عدد الخريجين إلى 90 طالبا، حيث تهدف المدرسة إلى تخريج فني تقني في مجال الصناعات الفنية لتغذية سوق العمل في مجالات ( الاضاءة – التصوير – الديكور – المكياج)، وغيرها من التخصصات الأخرى.
وقدمت اللجنة أيضا مقترحا آخر ضمن هذا الهدف الرئيسي يتمثل في ضرورة استغلال المساحات العامة في إقامة فعاليات فنية وثقافية، بالتعاون مع طلبة المعاهد والجامعات التخصصية، وقالت الوزيرة: هناك مشروع مسرحة المناهج وكان أول عرض (سر حياتي)على مسرح السامر، بالإضافة إلى (إبدأ حلمك ) بالجامعات، فضلا عن أنشطة ثقافية وفنية في المدارس والجامعات والمعاهد المختلفة، كما يتم تنفيذ قوافل ثقافية بقرى حياة كريمة واستغلال المساحات العامة، وجار الإعداد لزيادة التعاون مع طلبة المعاهد والجامعات التخصصية في إقامة الفعاليات الفنية والثقافية، واستغلال المساحات العامة في تنفيذه.
وشملت الأهداف الرئيسية للجنة الثقافة والهوية الوطنية هدفا آخر حول تحقيق العدالة الثقافية، حيث تضمنت نقاشات لجنة الحوار الوطني مقترحا بإطلاق مبادرة قومية لرعاية وتدريب المواهب، بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب وكبار نجوم وفناني الوطن، من خلال عقد عدة ورش وتدريبات فنية متخصصة في المجالات المختلفة، تحت إشراف هؤلاء الفنانين.
وفي هذا الإطار، أوضحت الوزيرة أن دار الأوبرا المصرية كمركز ثقافي تعليمي منفرد تقدم سلسلة حفلات لرعاية الموهوبين، بالإضافة إلى أنشطة مركز تنمية المواهب الذي تنتشر فصوله في مختلف الفنون التعليمية بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة ودار أوبرا بالأسكندرية ودار أوبرا دمنهور؛ وذلك لاستقطاب جميع المواهب من مختلف محافظات الجمهورية؛ لتنمية وصقل موهبتهم بمعرفة أساتذة ومدربين أكاديميين ومتخصصين في هذه الفنون، بهدف تخريج كوادر من هؤلاء الموهوبين والدارسين على قواعد وأسس سليمة وتضم هذه الفصول (الباليه، العود، الإيقاع، البيانو، الدرامز، القانون، الكمان الشرقي،الكمان الغربي، الفلوت، الجيتار، الغناء العربي، الغناء الأوبرالي، موشحات وأدوار، كورال أطفال، والموسيقى الكلاسيك، الرسم)، بالإضافة إلى فصلين لذوي القدرات الخاصة بالقاهرة وفصل بالأسكندرية وفصل بدمنهور، فضلا عن المهرجانات والفعاليات الفنية الأخرى التي تقام بالمحافظات، وكذا المسابقات الفنية لاكتشاف الموهوبين.
كما قدمت لجنة الحوار الوطني في هذا الشأن مقترحا بزيادة عدد المسارح وتشغيل المتعطل منها، وإقامة المسارح المكشوفة بشكل موسع، خاصة في القرى؛ بالنظر إلى ملاءمة المناخ المصري المعتدل لذلك، وأيضا قلة التكلفة الاقتصادية مقارنة بالمسارح الأخرى، بجانب انشاء والتوسع في التوجه للسينما المكشوفة لما تتمتع به مصر من أماكن أثرية وطبيعة خلابة (سينما الشاطئ وسينما السيارات).
وفي هذا الصدد، أشارت وزيرة الثقافة إلى أن هناك بالفعل مسارح مفتوحة، مثل مسرح مركز الهناجر للفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، كما توجد نواد للسينما بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة ببعض المحافظات، وجار التوسع في إقامة نوادي السينما بالمحافظات.
كما قدمت اللجنة مقترحا بتوثيق العروض المسرحية وحفظها في أرشيف متخصص، سواء كانت عروضا مسرحية ثقافة جماهيرية، أو قصور ثقافة، أو مسرحا جامعيا؛ لتشجيع الفرق المسرحية بالاهتمام بجودة مخرجاتها والفوز باهتمام ورعاية الدولة، وأوضحت الوزيرة أنه يتم توثيق مختلف العروض المسرحية التي ينتجها البيت الفني للمسرح، وذلك من خلال المركز القومي للمسرح، وجار مناقشة بروتوكول تصوير وتسويق وعرض الأعمال المسرحية التي ينتجها البيت الفني للمسرح، من خلال الفضائيات التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
كما قدمت لجنة الحوار الوطني مقترحا بشأن سرعة استكمال رقمنة دار الكتب المصرية، وفي هذا الصدد أوضحت الوزيرة أنه فيما يخص الإدارة المركزية لدار الكتب، تم رقمنة 4700 مخطوط من إجمالي 60000 مخطوط، كما تم رقمنة وربط جميع الأسطوانات العربية وعددها 4017 أسطوانة، فضلا عن الانتهاء من رقمنة وربط الأفلام المصورة، ميكروفيلم للدوريات وعددها 1938 فيلما بعدد 42 عنوان دورية والمتبقي وجار ربطه ورقمنته عدد 844 فيلما بعدد 37 عنوان دورية، كما تم الانتهاء من رقمنة وربط للخرائط وعددها 3112 خريطة، فضلا عن الانتهاء من رقمنة وربط 59120 عنوان كتاب، إضافة إلى الانتهاء من رقمنة وربط 272 عنوان دورية بـ 11021 مجلد دورية.
أما فيما يخص الإدارة المركزية لدار الوثائق، فأشارت وزيرة الثقافة إلى أنه تم عمل مسح ضوئي ومراجعة وتحسين جودة لعدد 27808 سجلات بإجمالي 1821185 لقطة لسجلات بعض الوحدات الأرشيفية الموجودة بالدار، وهناك خطة لاستكمال رقمنة جميع المخطوطات المتبقية وعددها 55300 مخطوط.
كما قدمت اللجنة مقترحا بالتوسع في مسرحة المناهج والتأكد من تطبيقها في جميع الإدارات التعليمية، وبث هذه العروض على قنوات مدرستي وغيرها من القنوات التعليمية.
وقالت الوزيرة: قامت فرقة السامر المسرحية بإنتاج العرض المسرحي (سر حياتي)، الذي تم عرضه خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الحالي 2023/2024، وهناك خطة للتوسع في تقديم محاور أخرى في مادة العلوم لمراحل التعليم الأساسية، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.
أما عن مقترح التوسع في مبادرة سينما الشعب الذي قدمته لجنة الحوار الوطني لتقدم بشكل مدعم أكثر، ودعم السينما المستقلة التي تقدم لنا المواهب، فأوضحت الوزيرة أنه يوجد حتى الآن ۱۸ دار عرض سينما شعب تعمل داخل قصور الثقافة بـ ۱۷ محافظة، وجار الإعداد لزيادة دور عرض سينما الشعب في محافظات الجمهورية.
كما قدمت لجنة الحوار الوطني مقترحا آخر حول إتاحة بيع تذاكر المسرح والسينما والمتاحف إلكترونيا جنبا إلى جنب مع البيع المباشر، وأوضحت الوزيرة أنه جار حالياً تنفيذ مشروع الحجز الإلكتروني وذلك لعروض الفرق المختلفة التابعة للبيت الفني للمسرح، و من المقرر تنفيذه خلال عام 2024.
وفي الوقت نفسه، قدمت لجنة الحوار الوطني مقترحا بالتوسع في إطلاق أسماء كبار الأدباء والشعراء على الشوارع والميادين، وأوضحت وزيرة الثقافة أن جهاز التنسيق الحضاري يقوم حاليا باستكمال مشروع "عاش هنا" و"حكاية شارع"، حيث يخلد مشروع "عاش هنا" رموز المجتمع المصري، والذي انتهى من عمل لوحات تعريفية بهم بالأماكن التي عاشوا بها، وتم الانتهاء بما يقرب من ألف شخصية، وكذلك الربط على قاعدة البيانات والتي يتم الوصول إليها بمسح الاطار الخاص بالهوية على اللوحات ليتم الوصول إلى كافة البيانات الخاصة بالشخصيات والرموز المصرية.
كما يقوم الجهاز بعمل لوحات تعريفية بـ "حكاية شارع"، الذي يتضمن عرضا عن الشخصيات التي تحملها الشوارع لرموز وشخصيات لها الأثر، وهو الذي من شأنه أن يصل بالمعلومات الموثقة والتاريخية عن الشخصيات الهامة المطلق اسمها على الشوارع والميادين، كما تم تركيب عدد مائة وستين لوحة بالقاهرة وخمسين بالجيزة وخمسة وخمسين بالإسكندرية، وجار التجهيز لتركيب لوحات ببورسعيد وباقي المحافظات، وهناك خطة في الوزارة للاستكمال والاستمرار في كل من مشروع "عاش هنا" و"حكاية شارع" و"حكاية منطقة"، لتشمل رموز الأدب والفن وكافة الشخصيات المؤثرة في المجتمع المصري.