بالتوازي مع عيد الفصح اليهودي، دعت إحدى جماعات الهيكل"المزعوم"، أنصارها إلى التجهز لنحر ما يسمى قربان عيد الفصح اليهودي في المسجد الأقصى يومي الأحد والإثنين المقبلين.
وبحسب الإعلان الذي نشرته الجماعة، فإن من المقرر أن يتم التجمع صباح الأحد المقبل، في مستوطنة "كوخاف يعكوف" والإنطلاق من هناك بصحبة القربان الحيواني إلى القدس المحتلة.
وتضمن الإعلان الثاني للجماعة دعوة علنية لنحر ذلك القربان داخل المسجد الأقصى، عشية عيد الفصح يوم الإثنين المقبل.
وفي وقت سابق، قدمت منظمة "عائدون إلى جبل الهيكل" طلبًا رسميًا للشرطة الإسرائيلية للسماح لها بنحر "قربان الفصح" داخل الأقصى بعد الإنطلاق من ساحة البراق نحوه.
وفي أعقاب ذلك، دعت المنظمة أنصارها للتجهز لنحر القربان بالأقصى.
وعيد الفصح، هو أحد الأعياد اليهودية الذي يحتفل به بدءًا من يوم 15 أبريل من كل عام ولمدة 7 أيام، حسب التقويم اليهودي لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية.
وفي المعتقدات اليهودية نحر القربان له موعدان: الأول في عيد الفصح، وثاني في عيد الغفران لكن جماعات الهيكل تركز على عيد الفصح لطابعه الخلاصي وفق النظرية التوراتية، التي تقول إن الذي دفع الرب للتدخل، وإنهاء شتات بني إسرائيل في مصر، وأخذهم إلى الأرض المقدسة، فالدم المسفوح يحمل قيمة خلاصية في حد ذاته عندهم.
وليس تلك المرة الأولى التي تطلق فيها جماعات الهيكل دعوات لنحر القرابين بالمسجد الأقصى، بل تزايدت تلك الدعوات بشكل واضح خلال العامين الأخيرين، خصوصًا مع تزامن العيد اليهودي مع شهر رمضان .
ويقول الباحثين في الشأن اليهودي، إن جماعات الهيكل تحاول نحر القربان في الأقصى؛ لإكمال دورة العبادات التوراتية، التي لا تؤدى إلا داخله وفق اعتقادهم، واكتمال دورة العبادات لا يكون إلا بذبح القربان، وبتحقيق ذلك يصبح المسجد هيكلًا من الناحية المعنوية، وينتقلون من التأسيس المعنوي إلى المادي، عن طريق اقتطاع أجزاء من الأقصى.
وبرغم أن الأوضاع اكتسبت الكثير من السخونة العام الماضي مع رصد "جماعات الهيكل المزعوم" و"حركة نعود للجبل"، مبالغ مالية كمكافآت للمستوطنين الذين يحاولون ذبح "قربان" في المسجد الأقصى، خلال عيد الفصح اليهودي.
إلا أن العام الحالي، ومع عملية طوفان الأقصى التي شنتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، وماتلاها من عدوان إسرائيلي غاشم على القطاع، أودى بحياة عشرات الآلف من الأشخاص يجعل الأجواء تصل إلى حد لم تصل إليه من قبل.
دعوة حماس للحراك
وفي إطار مواجهة تلك الدعوات، دعت حركة حماس جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى الحشد والنفير، وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط والاعتكاف فيه من أمس الجمعة، حتى الاثنين القادم، حمايةً له، ودفاعًا وذودًا عنه.
وأضافت حماس -في بيان- أن هذه الدعوة تأتي إفشالًا لمخططات العدو الصهيوني ومستوطنيه المتطرفين وما يسمَى "جماعة الهيكل"، لتدنيس باحاته وإقامة طقوس ذبح القرابين داخله.
وأشادت بجماهير الشعب الفلسطيني في الضفة والداخل المحتل، والمرابطين في بيت المقدس وأكنافه، الذين أثبتوا أنهم خط الدفاع الأول عن قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين.
وطالبت الحركة، الأمة الإسلامية والأحرار في كل العالم إلى تفعيل كل أشكال التضامن والنصرة للقدس والأقصى وغزة، ودعم نضال الشعب الفلسطيني المشروع، حتى وقف العدوان، وانتزاع الحقوق وتحرير الأرض والمقدسات.