الإثنين 6 مايو 2024

«والد مزق ديوانه».. معارك الأبنودي بين العامية والفصحى

عبد الرحمن الأبنودي

ثقافة21-4-2024 | 17:31

بيمن خليل

عبد الرحمن الأبنودي يظل واحدًا من رواد شعر العامية المصرية البارزين، الذين أضفوا على هذا الشعر لمسة فريدة وتأثيرًا عميقًا، أشعاره تتميز بطابع خاص، ربما لأنها نابعة من تجارب الواقع ومشاعر الفلاح البسيط، وتعبر عن قضاياه وهمومه بأسلوب مميز ومباشر.

كانت بداية الأبنودي في عالم الأدب مليئة بالمعارك والصراعات، كما هو الحال مع العديد من الكتّاب والشعراء، ولا يختلف تاريخه عن ذلك، حيث شهد صراعًا معتادًا بين اللغة العامية والفصحى، والذي بدأ حتى في دياره العائلية.

حيث قام والده بتمزيق أول ديوان أصدره الأبنودي لأنه كُتب بالعامية، مما أثار غضبه وثارة ثورة شديدة، إذ اعتبر ذلك تجاوزًا للتقاليد الأدبية، وأن ابنه قد هدم عمود الشعر الفصحى وأساء له من وجهة نظره.

وفي حواره مع الكاتبة الصحفية اعتماد عبد العزيز الذي نُشر في مجلة "أدب ونقد" عام 1985م، عبر الأبنودي عن هذه التجربة بكل وضوح قائلاً: "مزق أبي الديوان بغضب كبير كأنه فعلا داخل معركة حقيقية وكأنني ابن حرام، إذ كيف أخرج من صلب هذا الرجل وأكتب شعرًا بالعامية، وهو لا يعنيه الشعر كثيرا ولكن كانت تعنيه اللغة.. فاللغة عنده لها قدسيتها العظمة".

وأضاف الأبنودي، أنه أدرك وقرر الكتابة باللغة العامية، عندما كتب أول محاولاته بالفصحى وقدمها لأصدقائه في المدرسة بأبنود، لكنه لم يشعر بالصلة الحميمية التي يجب أن تحدث بين الشاعر وجمهوره والتي تعتبر أساسًا لاستمرارية الشاعر في مسيرته الأدبية.

وأكد الأبنودي في حواره، أن معلمه وأستاذه الأول هو الفلاح، وبالتالي كان يبحث عن الأسلوب الذي يعي به الفلاح واستقر عنده من آلاف السنين ليعبر عنه ويكتب به.

Dr.Randa
Egypt Air