السبت 4 مايو 2024

إبداعات الهلال| «أرنوب والروح العائدة».. قصة أطفال لـ مصطفى رشوان

مصطفى رشوان

ثقافة21-4-2024 | 16:20

دار الهلال

تنشر بوابة دار الهلال، ضمن باب "إبداعات" قصة "أرنوب والرُّوح العائدة" للكاتب الشاب مصطفى رشوان، وذلك إيمانا من مؤسسة الهلال العريقة بقيمة الأدب والثقافة ولدعم المواهب الأدبية الشابة وفتح نافذة حرة أمامهم لنشر إبداعاتهم.

قصة "أرنوب والرُّوح العائدة":

في قرية صغيرة مطلة على سفح جبل شاهق، كان يعيش أرنوب الصغير يتيمًا، إذ فقد والديه اللذين كانا مغامرين مسافرين حول العالم ولم يعدا، لكن أرنوب لم يكن يشعر بالوحدة أبدًا؛ لأنه كان يملك مخيلة خصبة جعلت من كل زاوية في القرية عالمًا مليئًا بالأسرار والأصدقاء الخياليين، كان يحكى في القرية أنه في قمة ذلك الجبل يوجد بئر غامض يمنح الأمنيات لمن يجرؤ على الوصول إليه، لطالما حلم أرنوب أن يسأل البئر عن سر اختفاء والديه، وفي يوم مشمس من أيام الربيع قرر أرنوب الصغير أن يخوض المغامرة الأكبر في حياته ويصعد إلى قمة الجبل.

لم يخبر أحدا بقراره، فقط اصطحب معه شجاعته وحقيبة صغيرة تحوي قارورة ماء وخبز وجبن، بالإضافة إلى دفتر رسمه الصغير الذي لا يفارقه، مع تسلقه واجه أرنوب العديد من العقبات صخور زلقة ووديان عميقة ومنحدرات شديدة الانحدار، لكنه لم يتوقف وبينما كان يستريح تحت ظل شجرة عتيقة كانت المفاجأة التي غيرت مجرى رحلته بالكامل.

خرج من خلف الشجرة عصفورة صغيرة مغردة بألوان قزحية تلمع تحت أشعة الشمس، قالت العصفورة بصوت ناعم: "أرنوب الصغير، أعلم ما تبحث عنه، وأنا هنا لأرشدك إلى البئر السحري."

أخذت العصفورة تطير أمام أرنوب، مرشدة إياه عبر المسارات الآمنة والسريعة وسرعان ما تلاءمت خطاه الواثقة مع تغاريدها العذبة، بعد مشوار طويل وشاق وصلا أخيرًا إلى القمة حيث كان البئر يقبع هناك محاطًا بالزهور البرية والأحجار اللامعة.

وقبل أن يتفوّه أرنوب بأمنيته بدأت العصفورة تغني لحنًا حزينًا وبينما هو يستمع إلى اللحن، تلاشت العصفورة وتحولت إلى ضوء ساطع، ففهم أرنوب أن العصفورة كانت في الحقيقة روح والدته التي جاءت لتخبره أنها ووالده في مكان بعيد جدًا، لكنهما يرسلان له حبهما دائمًا.

عاد أرنوب إلى قريته وهو يحمل في قلبه كنوزًا عظيمة حب والديه والشجاعة التي اكتشفها في نفسه ومع كل قصة يرويها لأصدقائه كانت ذكرى هذه المغامرة تحلق عاليًا في سماء قلوبهم؛ لتذكرهم بأن الحب ليس أسطورة، بل حقيقة تحملها الروح أينما ذهبت.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa