سونيا بوقديدة
هواء ماكر!
بين الشرفة والشرفة
هواءٌ لعوب
هواءٌ فضوليٌ وماكر
فهو مثلا لا ينقل التنهدات،
ولا يأبه بلوعة العشاق بين الشرفتين
هواءٌ قاسٍ لا ينقل تأوهاتها، عندما تتلصص عليه من خلف الستائر
أو ينقل همساته اللاسعة، وهو يكتب
مرّة واحدة فقط، عرفت
عندما هبّت الريح فجأة
وطارت الأوراق مشتعلة
وكان يحاول اللحاق بها وهو يبكي ويتقي الامطار
عندها فقط بكت
فقد أدركت كم هي ملتهبة مشاعره
إلى الدرجة التي لم تتحملها الأوراق !!
***
قهوة على البحر
كانت شاردة تفكر فيه
ومن حين إلى آخر
تحدق في البحر
انتفضت من لسعة السيجارة التي انتهت
نفضتها، ورفعت فنجان القهوة
فاجأها طافيا يغمز مبتسما
لم ترتشف حتى لا يتجعد وجه القهوة
وتختفي صورته!!
***
ابن الحرام
ما هذه الأصوات الغريبة
ما هذه الجلبة التي تأتي من الحديقة
اتجهت صوب الشرفة
كانت العصافير تفر خائفة من أعشاشها
أصواتها المفزعة
لم تعهدها منذ استوطنت الشجرة
شجرة الصفصاف
التي لا تعرف متى نمت
إلى جانب السور
كانت تحوم بجنون
وكانت قلقة
فاجأتها
رائحة شواء
تأتيها من أسفل شجرة الزيتون
الشجرة التي غرسها
جدها في شبابه
آاه !
ابن البستاني
يقلب مزهوا عصفورا
فوق النار
لقد عاد ابن الحرام
إلى استعمال نبلته من جديد!!