يُمثل المسرح «أبو الفنون» بداية انطلاق الشرارة نحو الثقافة والسعي نحو تطوير المجتمعات وتنميتها بالعالم وصولًا بها لحياة أرقى وأفضل، ويتفرد المسرح بقدرته عن غيره من الفنون باستهداف الجماهير من جميع الفئات باختلاف أعمارهم وهويتهم واتجهاتهم وثقافتهم ولغاتهم وحضارتهم وسيظل هو الفن الأكثر انتشارا بالعالم كله.
وفي قسم الثقافة مع بوابة «دار الهلال»، سنقدم أشهر المسرحيات عبرسلسلة «روائع المسرح العالمي» لنتعرف على أهم المسرحيات من مختلف الثقافات مما خطها وقدمها المسرحيون في مختلف الأزمنة والعصور منذ خلق ونشأة المسرح بعالمنا.
«عطيل» .. مأساة شكسبير الكبرى
مسرحية «عُطيل» هي أحد أشهر مآسي العالمي ويليم شكسبير، ومن أشهر المسرحيات عالميا، قدمها للجمهور في إطار تراجيدي من خمسة فصول.
نشرت هذه المسرحية لأول مرة في عام 1565م، كما يُعتقد أن هذه المسرحية كتبت في سنة 1603م وبأنها مستوحاة من قصة «قمر الزمان» ومعشوقته في حكايات ألف ليلة وليلة، ، وقد نقلها إلى اللغة العربية الشاعر اللبناني خليل مطران «شاعر القطرين»، كما ترجمت إلى الكثير من لغات العالم، وقدمت بجميع مسارح العالم مثلها كغالبية مسرحيات شكسبير.
قصة المسرحية
وتدور أحداث المسرحية في البداية في مدينة البندقية الإيطالية، حيث نتابع مواجهة بحرية مع الأسطول التركي في الجهة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط قرب جزيرة قبرص، فيرسل إلى القائد المغربي المتفرد عُطيل ذو الخبرة العسكرية المتميزة، يقوم «عُطيل» بالتجهز والسفر مع جيشه لتنتقل أحداث المسرحية إلى جزيرة قبرص.
ثنائية الخير والشر
وترتكز المسرحية على تناول العديد من الموضوعات وتركز على تناول الصراع بين ثنائية الخير والشر والمتمثلة بين «عُطيل»، و«ياجو»، كما يطرح شكسبير أفكارًا وموضوعات أخرى من خلال مآساته الشهيرة «عطيل» منها الغيرة والخيانة.
ويركز شكسبير في هذه المسرحية على الأحداث الدرامية، حيث نشهد من خلال سطوره، التغيير على عُطيل بفعل تلك الشائعات التي كان ورائها «ياجو» حامل الراية تدفعه للجنون والبحث عن حل لمواجهة والتحقق مما سمع، يوضح شكسبير ذاك الخداع بداخل النفس البشرية المتمثل في «ياجو» الذي ينهي قصة الحبيبن بقتل «عطيل» لزوجته «ديدمونة » بعد أن ضيعت هديته «المنديل»، وبعدها يقوم بالانتحار جراء ما اقترفت يداه من شناعة في قتل محبوبته
فعُطيل بسطور «شكسبير» هو المحب الغيور الذ تقوده غيرته إلى الشك في زوجته فالثأر بمقتلها لنعرف نتاج عاطفة الغيرة الزائدة.
والصراع الرئيسي في هذه تراجيديا يكمن بين «ياجو» ذلك الشخص السيء الشرير من جانب، وبين الزوجين «عُطيل وديدمونة» اللذان لا يعرفان شيئا عن الشر واللذان وقعا ضحية
وشخصية «عطيل» بنحو إيجابي على الرغم من اختلاف عرقه عن سكان منطقة أحداث المسرحية يعتبر هذا التجسيد للشخصية كأمرغير مألوف في الأدب الانجليزي في زمن الكاتب المسرحي شكسبير حيث كانت تجري العادة على تمثيل الشعوب غير الأوروبية كشعوب ذات مستوى أقل.
من روائع المسرح العالمي
قدم الكثير من المبدعين وصناع المسرح «عُطيل» بمسارحهم وبمختلف المعالجات المسرحية لمناهج ومدارس مسرحية عديدة منها ماقدمته الإذاعة المصرية بعنوان «من روائع المسرح العالمي.. عطيل» من تأليف: ويليام شكسبير ترجمة وإعداد: محمد فتحي من إعداد وإخراج: كامل يوسف.
فريق المسرحية
تمثيل: عبد المنعم إبراهيم«رودريجو»، صلاح سرحان «ياجو»، عبد الغني قمر «برابانتيو»، كامل يوسف«عطيل»، عم الحريري «كاسيو»، لطفي الحكيم«الدوق»،عبد العزيزغنيم «الشيخ الأول»، محمد شوقي «بركة»، الشيخ الثاني، محمد عبد العزيز «السيد الأول»، أحمد شوقي «السيد الثاني»، طلعت علام «السيد الثالث»، إحسان القلعاوي «ديدمونة»،محمد الدفراوي«مونتانو»، زكي عبد المجيد« السيد الرابع»، ناهد سمير«إميليا»، ليلى نصر«بيانكا»، محمد السبع «لودوفيكو»، محمود عزمي«جراشيانو»، ساعد في الإخراج«يوسف مرزوق»، تسجيل« حلمي رسمي».
والكادر من لوحة: Othello Relating His Adventures to Desdemona
للفنان الألماني: Carl Ludwig Friedrich Becker
1820 - 1900