لكل حضارة عظمائها، ولكل تاريخ صناعه، وللتاريخ والحضارة المصرية، أساس بناه وأنشأه ملوك مصر العظام منذ العصور القديمة، والذي لايزال ينعم به أبناء مصر حتى يومنا هذا.

من خلال بوابة دار الهلال نستعرض في سلسلة "عظماء مصر" أشهر من صنعوا التاريخ المصري، واليوم سنسلط الضوء على «حور عحا» موحد القطرين.

يعد حور عحا أول ملوك مصر، ومعنى اسمه "الصقر المحارب"، وهو دليل على مدى شجاعته وجسارته، وعرف أيضا بمينا والذي يعني المثبت، أي من ثبت أركان مصر.

كما أنه عرف بموحد القطرين، وأنشأ الدولة في نحو 3200 قبل الميلاد،  ونشأت الدولة المصرية في عهده على القوة العسكرية، والتي كان أساسها وغرضها توحيد مصر تحت ولاية واحدة، وفي يد رجل واحد، فكان يسعى جاهدا أن يحمي حدود الدولة من أي غارات أو تدخلات خارجية، وأن يبسط يداه بداية من جنوب مصر وحتى شماله.

شهد الملك مينا عصر حكم والده "الملك نعرمر"، والذي كان آخر ملوك الأسرة صفر، حيث كان عصرة مليئا بالحروب والصراعات السياسية والعسكرية، التي كانت جميعها بغرض الحفاظ على أرض مصر من العدوان الخارجي الذي يريد  الاستيلاء عليها.

وتبعا لما جاء في كتاب فراعنة مصر المحاربون، اكتشف نقش على بطاقة من العاج في منطقة أبيدوس بمحافظة سوهاج، في صعيد مصر، وقيل إنه يشير إلى حملة عسكرية نفذها الملك حور عحا ضد بلاد النوبة، وأن هذا العام عرف بعام "عام السيطرة على إقليم تا - ستي "أي بلاد النوبة".

  كما وضحت بقايا أنية من مطقة عين في فلسطين، أن هذه المنطقة كانت عبارة عن مركزا نشطا في فترة حكم الملك، وأنها كانت تحتوي على مراكز عسكرية وإدارية مصرية لحماية وتأمين الطرق التجارية.

 وامتدت سيطرة الملك حور عحا، ونفوذ دولة مصر إلى منطقة جبيل، كما ذكر أيضا في الكتاب أن مقبرة الملك والتي تتواجد ضمن مقابر الملوك في أبيدوس أمدت الأثار المصرية ببقايا أثرية لأواني تعود إلى جنوب بلاد الشام.