تستعد السلطات الكندية لمواجهة "أسوأ صيف" في العام الحالي، بعد تعرض البلاد في عام 2023 لحرائق غابات غير مسبوقة، حيث شهد غرب البلاد في الأيام الأخيرة اندلاع عدة حرائق كبيرة، مما يشير إلى بداية موسم مبكر للحرائق في مناطق تأثرت بشدة بالجفاف.

في مقاطعة كولومبيا البريطانية المتاخمة لساحل المحيط الهادئ، يعمل رجال الإطفاء بجد لمكافحة الحرائق، وذلك بالإضافة إلى جهود مماثلة في منطقة كاريبو الوسطى، حيث اندلع حريق بسرعة خلال نهاية الأسبوع وأصبح "خارج السيطرة".

ووفقًا لماديسون دال من خدمات الإطفاء الإقليمية، فإن حريق بورجيس كريك الذي أتى على أكثر من 1600 هكتار "يكشف بشكل كبير عن الظروف القائمة حاليًا"، مشيرة إلى توقعات بموسم حرائق يبدأ مبكرًا، مع تفاقم الجفاف الشديد.

حتى الآن، لا تشكل الحرائق تهديدًا مباشرًا للبنية التحتية، ولكن تم إصدار تنبيه بأن السكان في المنطقة يجب أن يكونوا على استعداد للإخلاء. ويعمل أكثر من 110 حريق في المقاطعة حاليًا، بدأ بعضها في العام الماضي ولم يتم السيطرة عليها بعد.

في مقاطعة ألبرتا المجاورة، يوجد 66 حريقًا نشطًا، منها "36 حريقًا من العام الماضي"، كما أشارت ميليسا ستوري من فرع إدارة حرائق الغابات في ألبرتا.

تم تسجيل حرائق أيضًا في منطقة فورت ماكموري، شمال غرب المقاطعة، مما دفع إلى إطلاق إنذارات بالإخلاء. تعرضت هذه المدينة، التي تقع في قلب الغابة الشمالية والمعروفة باستغلال رمال القطران، للدمار في مايو 2016، مما أدى إلى إجلاء سكانها البالغ عددهم 90 ألف نسمة.

ويظل حريق فورت ماكموري أكبر كارثة في تاريخ كندا، حيث دمر أكثر من 2500 مبنى، وبلغت تكلفته ما يقرب من 10 مليارات دولار كندي. وتشير الحكومة الكندية إلى استمرار الظروف الجافة "المتطرفة" و"المقلقة للغاية" في أجزاء كثيرة من غرب البلاد.

وأعربت السلطات في 10 أبريل عن مخاوفها من صيف "كارثي" آخر. وفي عام 2023، شهدت كندا أسوأ موسم حرائق في تاريخها، مما أدى إلى اجتياح الحرائق للبلاد من الشرق إلى الغرب، وتدمير أكثر من 15 مليون هكتار وفقدان ثمانية من رجال الإطفاء وإجلاء 230 ألف شخص.