الإثنين 6 مايو 2024

أساطير عالمية.. أسطورة الطوفان

أسطورة الطوفان

ثقافة23-4-2024 | 21:55

إسلام علي

اشتهرت الحضارة السومرية القديمة بعدد كبير من الأساطير في كافة الموضوعات، كما حدث مع كل الحضارات والشعوب الأخرى، سواء كانت هذه الأساطير متزامنة في الزمن مع الحضارات الأخرى أم ظهرت لاحقاً، فقد تميزت بما يعرف بعلم "الميثولوجيا القديمة".

قدمت الحضارة العراقية القديمة بالأخص السومرية عدد من الأساطير، التي تتناول العديد من الموضوعات التي مازال العلم الحديث حتى الآن يتناولها من حيث الدراسة ويحاول جاهدا تفسيرها، لأنها بدورها تتناول موضوعات مثل خلق الكون، والخير والشر، فضلا عن الطبيعة وأسطورة الطوفان.

قدمت الأساطير السومرية، العديد من الأفكار التى صاغتها بصيغ علمية وفلسفية لكي توضح لنا كيف تم خلق هذا العالم بجميع ما تحتويه من مخلوقات.

من بين الأساطير الشهيرة، تبرز أسطورة الطوفان كواحدة من أقدم القصص التي تم تداولها في مختلف الحضارات، ويُعتبر نسج هذه القصة من أقدم السجلات التي كُتبت على الألواح السومرية القديمة، وتعكس الشخصيات الأسطورية القديمة وهي الملك "زيوسودرا"، الذي كان يحكم مدينة شوروباك في العراق القديم، وتعود جذور هذه الرواية إلى فترة العصر البابلي القديم.

حسب الألواح، يروي النص أن الآلهة قررت عقاب البشر بسبب ابتعادهم عنهم وانغماسهم في الخطايا والفجو، فقامت إلهه الأرض، المعروفة باسم "إنكي"، بتبليغ "زيوسودرا" بمخططات الآلهة لإهلاك سكان الأرض، ونصحته ببناء سفينة لإنقاذ نفسه وعائلته، بالإضافة إلى جمع الحيوانات والطيور للنجاة

استشعر "زيوسودرا" تحذيرات الإلهة "إنكي"، وقام ببناء سفينة مصنوعة من خشب الأرز والقصب، وعندما حل الطوفان وغمر كل شيء على الأرض، بقيت السفينة تطفو على سطح المياه.

وبينما أرسل "زيوسودرا" طيورًا لتجد مكانًا جافًا للسفينة، تمكن من العثور على إحدى الجبال العالية كموقع لرسو السفينة، و هبط "زيوسودرا" مع عائلته وجميع الركاب من السفينة، وقدم التضحيات للآلهة تعبيرًا عن شكره على النجاة.

تعتبر أسطورة الطوفان لدى السومريين دليلاً على بعض المفاهيم الأساسية، منها البحث عن الحقيقة الداخلية، فكان  "زيوسودرا" يسعى لاكتشاف الحقيقة الروحية وإرضاء الآلهة بكل الطرق الممكنة، ولم يتبع النهج الشائع في المجتمع والذي كان مليئًا بالفساد والخطايا.

ورمزت السفينة في القصة إلى طوق النجاة في بحر العواصف، أو كوسيلة للنجاة من الحياة المادية، وقد حمت الآلهة "زيوسودرا" وعائلته وركاب السفينة، مما يعكس رحلتهم كرحلة روحية نحو امتلاك القوة الروحية والإيمان العميق.

تعكس قصة زيوسودرا هنا، الاستعداد للتضحية والتواضع أمام إرادة الله، بالرغم من أنه كان ملكا، إلا أنه ألقى جميع ممتلكاته وثرواته في سبيل النجاة والرضا بقضاء الله.

Egypt Air