السبت 4 مايو 2024

ملتقى القاهرة الأدبي يناقش أدب الحروب في دورته السادسة

جانب من الأمسية الثقافية في قبة الغوري

ثقافة24-4-2024 | 22:40

إسلام علي

شهد اليوم الأربعاء إقامة أمسية بعنوان "المدينة والحرب"، حضرها الكاتب الجورجي إياكي كابي، مؤلف رواية "سفر الخروج"، والتي تمت ترجمتها إلى العربية بواسطة المترجم ميسرة صلاح الدين، وصادرة عن دار صفصافة للنشر. 
تأخذنا هذه الرواية في رحلة شاقة عبر حرب قاسية، من خلال عيون طفل يسافر مع جده وجدته، حيث يعيشون أهوالا لا يستطيع عقل الطفل الصغير فهمها بالكامل، وهذه الأمسية أتاحت للجمهور فرصة التعرف على تجربة الكاتب الجورجي وأبعاد روايته التي تلقي الضوء على واقع الحرب وآثارها على المجتمع والأسرة.

وقد حضر العديد من الكتاب والنخبة المثقفة مثل الكاتب محمود جودة من فلسطين وهو الذي كتب رواية  "حديقة السيقان" والتي صدرت  في حيفا عام 2020، والتي عبرت عن وجع غزة ، وبحضور مصري متمثل في الروائي والقاص، أحمد عبد المنعم رمضان، والذي صدر له مؤخرًا المجموعة القصصية "قطط تعوي وكلاب تموء" عن دار الشروق.
وأشرف على هذه الأمسية الثقافية، الكاتب والناقد الكويتي فهد الهندال، والذي تحدث عن أهمية أدب الحروب، وهو الذي يجسد الحروب المختلفة في التاريخ، التي حدثت في كثير من مدن العالم كبغداد والقاهرة ودمشق والقدس، وعن أهمية الأدب أيضًا للتعبير عن المشاعر الإنسانية، فقد كتب الأدباء عن الشجن والحزن، وكل ما ينتج عن الحروب من مآسي. 


وتأثر أيضا العديد من الكتاب مثل شكسبير وهوجو بالحروب، وحتى في عالمنا المعاصر هناك الكثير من الكُتاب الذين شرحوا ماذا تفعل الحرب في جسد المدينة، ونحن نعيش الآن ما يحدث في مدينة غزة وما تجابهه من حرب ممنهجة ومآسي وتدمير، في ظل صمت عالمي تام. 

أشار الكاتب، محمود جودة، في تعليقه على سؤال حول من يكتب الآخر، المدينة أم الحرب، إلى أن الكاتب غالبًا ما يستمد إلهامه من أشياء متخيلة، ولكن الوضع يختلف بالنسبة له وللكتاب الذين يعيشون في غزة. 
وقال إنهم في غزة الآن ينعون المدينة بأكملها، حيث فقدوا غزة بشكل مؤلم. في الواقع، أشار إلى أن سكان فلسطين غالبًا ما يسمون أطفالهم بأسماء مدنهم المسلوبة، لتعكس الارتباط القوي بالأرض والمدينة التي أُخذت منهم.

وأوضح جودة أنه، ككاتب، واجه صعوبة في الكتابة والإبداع بسبب قلة التضاريس الطبيعية في غزة، حيث قال إنه لم يرَ جبلًا أو سفينة كبيرة حتى عمر السابعة والعشرين عندما زار إسطنبول لأول مرة.
 وتحدث عن التحديات التي تواجه الكُتّاب عند الكتابة عن المدينة بوضوح وحيادية في ظل أجواء الحرب والصراع. بالنسبة له، يكون الإبداع مختلفًا في هذا السياق، حيث يمتزج الحنين إلى الماضي مع الواقع الصعب، وتصبح عملية الكتابة معقدة عندما تتعامل مع مشاعر الفقدان والذكريات المؤلمة.

وقدم الكاتب الجورجي كابي، رأيه في الحروب، أن الحرب لا تؤثر فقط في جغرافية المدن، بل تؤثر في البشر أيضًا الذين يمثلون هذه الجغرافيا، وإنه لا يعتبر نفسه كاتب عن الحرب فقط، بل هو ابن الحرب نفسها، وبرغم أن مواطني جورجيا معظم الوقت يعيشون مآسي الحرب فهم يعبرون عن هذه الصعوبات، عن طريق الكتابة عن الحرب وتبعاتها، وأن الإنسان الذي مر بمرارة الحرب هو الذي يقدر نعمة السلام، وهو الشخص الأكثر جدية في التعبير والإبداع عن ذلك. 

وتحدث القاص والروائي أحمد عبد المنعم رمضان، عن التغيرات التي حدثت في القاهرة في آخر 15 عام، والتي أوحت له على توثيقها.

وأكمل حديثه: أنه وكما أ، الكاتب يحب الكتابة عن أحداث عايشها، فهو يحاول تخيل ما يكتبه وليس بالضرورة أن يكون مر بالتجربة، كتجربة الاعتقال أو السجن أو الحرب، لكن بالتأكيد التعبير عن مأساة الحرب بالأخص تستوجب في كثير من الأحيان معايشة هذا الأمر بكل ما فيه، لوصف هذه المشاعر، وهو تحدي كبير للكاتب المُبدع.

Dr.Randa
Dr.Radwa