الأحد 5 مايو 2024

العمارة المصرية| "من ملامح الدولة الوسطى"

عمارة الدولة الوسطى

ثقافة25-4-2024 | 12:31

أروى أحمد

لكل حضارة مقوماتها، وأساسات لنهضتها وتطورها، ومنها العمارة والنحت والفن وغيرها الكثير، وهنا سنسلط الضوء على العمارة بشكل خاص فهي عبارة عن هندسة بنائية تلبي احتياجات الإنسان الحضارية للعيش، ويعتبر المصري القديم هو مؤسس المعرفة في هذا المجال.

 من خلال بوابة دار الهلال نستعرض لكم سلسلة "عمارة مصر"، والتي سنتناول بها تطور العمارة المصرية عبر التاريخ، واليوم سنسلط الضوء على "العمارة المصرية في الدولة الوسطى".

شهد الفن المعماري في مصر وعلى مدار التاريخ تطورا كبيرا ليلبي احتياجات الانسان وتميز كل عصر باهتماماته الخاصة وأهدافه أيضا التي كانت جزء رئيسيا يؤثرعلى شكل وطبيعة العمارة، وكان للعديد من العوامل في عمارة الدولة الوسطى، سواء من العوامل الجغرافية أو الجيولوجية، أو المناخية، تأثيرا كبيرا على ملامح العمارة.

العمارة في الدولة الوسطى هي تطور للعمارة في الدولة القديمة، والدولة الوسطى تمتد بدايةً من "الأسرة الحادية عشر وحتى الأسرة الثالثة عشر".

رغم التطور والبنيان الذي تميزت به عصر العمارة الوسطى سواء في الأهرامات أو بناء المعابد، لم يتبقى من معظمها إلا القليل ويعود ذلك الأمر إلى استغلال بعض الملوك هذه المعابد وإعادة نسبها لهم أو حتى تهشمها نظرا لعدم الاهتمام الجيد بها.

 وشهدت الدولة الوسطى أثار شاهقة وكبيرة من الحجر، وازدهرت بالمنحوتات للشباب الشامخين، كما تميزت بنقوشها ولوحاتها المتنوعة ذات الدقة، ومقابر ملوكها ذات طراز هرمي الشكل.

لم يكمن تطور بناء العمارة في الدولة الوسطى على المدن فقط بالتضمنت جميع أنحاء الدولة سواء من القرى أو حتى الحصون، استخدم المهندسون في البناء كلا من: الطوب والحجر الجيري والحجر الرملي، واستخدمو الحجر الجيري لبناء الأهرامات والمقابر، أما الطوب فكان يستخدم لبناء المعابد والمنازل والأسوار كذلك، وتميز مهندسو هذا العصر بالدقة الشدية والتخطيط الجيد.

  وعندما نتعمق في الدولة الوسطى، وبالتحديد في عصر الملك أمنمحات الثالث،الذي استغل الموارد للبناء، وقام بعمل حملات ومعسكرات للتعدين كذلك، سنرى عظمة البناء في عهده حيث بني له الهرم الأسود في عصر هذه الدولة، وعلى الرغم من أن الهرم  مكسو بالحجر الجيري، إلا أنه صنع من الطوب والطين بدلاً من الحجر.

ويتكون الهرم من مدخل مفتوح يليه فناء واسع ومعبد جنائزي، تميزت قمة الهرم بوجود نقوش ورموز دينية تملؤها، وسمي بهذا الاسم لأنه الأن مظلم ويعتبر من الأنقاض.

كما كان له معبد يعتبر من عجائب الدنيا لكثرة دهاليزه"ممراته" وسمي "بقصر التيه الجنائزي" في منطقة هواره، والذي يعد خير دليل على إبداعهم في العمارة ويظهر أيضا مدى براعة المهندس ودقته والتطورالذي شهده العصر فالبناء.