الإثنين 25 نوفمبر 2024

ثقافة

أساطير عالمية.. أسطورة "سرجون الأكدي"

  • 25-4-2024 | 17:06

لوح طيني يحكي أسطورة سرجون الأكدي

طباعة
  • إسلام علي

تتميز الأساطير في بلاد الرافدين، بأنها محط اهتمام عديد من الدراسات، سواء كانت دراسات أكاديمية علمية أو غيرها، إذ امتزجت تلك الأساطير بالحضارات السومرية والأكادية والأشورية، لتحمل معاني فلسفية عميقة وإنسانية قيمة، تعبر عنها بصيغ متعددة.

تشتمل هذه الأساطير على الكثير من الأسرار العلمية في مختلف المجالات، إذ وضعت في صيغ رمزية تتيح للباحثين والمفكريين استكشافها والوصول إلى تفسيرات جديدة وإعادة اكتشاف نظريات كونية جديدة، ولقد استمد كثير من العلماء، إلهامهم من دراسة هذه الأساطير القديمة، وقدموا إبداعات علمية تفتح آفاقًا جديدة في فهم الكون وطبيعته.

وتميز أسطورة "سرجون الأكدي" بالجانب الإنساني والروحي، فكان سرجون الأكدي، ملكا أسطوريا، ومؤسس المملكة الأكادية، التي تمتد تاريخيا من حوالي 2334 إلى 2279 قبل الميلاد، وهذه الامبراطورية امتدت من العراق القديم، إلى شمال غرب إيران، وشمال سوريا.

وتذكر هذه الأسطورة العديد من الأحداث، والتي من أهمها ميلاده، نشأته، ثم صعوده إلى السلطة بعد معانة كبيرة، إذ وضعت أمامه مختلف العراقيل، لكي تعيقه عن الوصول إلى أعلى المراتب.

ميلاده ونشأته

ولد سرجون في مدينة "أوروك" العراقية القديمة، لأم من عائلة ثرية تدعى "أمو-أبي"، ولأب فقير، وبعد ولادته مباشرة ، تخلت أمه عنه خوفا من الفضيحة، لارتباطها برجل فقير، فوضعته في سله من القصب، وألقتها في النهر، وعثر عليه بستاني يدعى "أكيبي-شام" ورباه كأبنه، وعندما كبر أصبح شابا قويا وذكيا، حتى وصل إلى ملك مدينة أوروك، وخدم بجانب ملك البلاد  الذي يدعى "أور- نانشم".

 

رحلة الصعود

خاض سرجون، العديد من المعارك والحروب، الذي انتصر فيها جميعا، فنال ثقة الملك، ولكن بمرور الوقت، توفي الملك، وثار العديد من الأمراء على وريثه الوحيد، وفي تلك الأثناء، انتهز سرجون الفرصة وسيطر على الحكم.

 

تأسيس الامبراطورية

نجح سرجون في التخلص من جميع الأمراء المتمردين، الذين كان مقصدهم سقوط الدولة، وسيطر على العرش ولكن نظرا لطموحه في توحيد جميع الأراضي تحت حكم واحد وعدم الاكتفاء بحكم مدينة "أوروك" وحدها، قام بخوض العديد من الحروب التي نجح فيها بالتخلص من أعداءه وتوحيد بلاد العراق القديمة وجعل عاصمتها "أكاد".

 

العدل والمساواة

نجح سرجون في إرساء العدل في جميع أرجاء مملكته الكبرى، إذ لم يكن تركيزه فقط على الحروب والغزوات، بل قاد نهضة علمية اقتصادية شاملة، فبنى العديد من القصور والمعابد، لأجل إرساء العديد من المفاهيم الجديدة التي أراد بها توحيد جميع البلاد.

تحمل هذه الأسطورة العديد من الرموز التي قد تكون غامضة بالنسبة للكثيرين، فعلى سبيل المثال، والدة سرجون تمثل النفس السفلية التي تعيق الفرد عن تحقيق أهدافه في الحياة، وذلك بسبب تخليها عنه طفلها، إلا أن المياه التي وضع فيها يرمز إلى تطهير النفس وتحريرها.

أما البستاني الذي رعاه، فيرمز إلى المرشد الذي يقف إلى جانب الشخص ويوجهه نحو السلطة والمجد، وقد أدى دوره بتوجيه سرجون إلى مركز السلطة.

وبتغلب سرجون على جميع الممالك العراقية القديمة، يرمز ذلك إلى تجاوزه لكل العقبات التي تعترض طريقه نحو تحقيق الوحدة المطلقة، والتي بنهاية المطاف تتجلى في توحيد جميع الممالك العراقية تحت حكم واحد وعاصمة موحدة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة