يُمثل المسرح «أبو الفنون» بداية انطلاق الشرارة نحو الثقافة والسعي نحو تطوير المجتمعات وتنميتها بالعالم وصولًا بها لحياة أرقى وأفضل، ويتفرد المسرح بقدرته عن غيره من الفنون باستهداف الجماهير من جميع الفئات باختلاف أعمارهم وهويتهم واتجهاتهم وثقافتهم ولغاتهم وحضارتهم  وسيظل هو الفن الأكثر انتشارا بالعالم كله.

وتقدم بوابة «دار الهلال»، أشهر المسرحيات عبرسلسلة «روائع المسرح العالمي» لنتعرف على أهم المسرحيات من مختلف الثقافات مما خطها وقدمها المسرحيون في مختلف الأزمنة والعصور منذ خلق ونشأة المسرح بعالمنا. 

أنتيجون ..  ختام ثلاثية «سوفوكليس» 

تعد «أنتيجون» هي المسرحية الأخيرة في ثلاثية «سوفوكليس» الشهيرة، والذي يعد هو أحد أعظم كتاب التراجيديا الإغريقية، فقدم «أوديب ملكا»، «أوديب في كولونا»، «أنتيجون»، والتي تمثل لفصل الأخير ترتيبًا زمنيًا، وعلى الرغم أن «سوفوكليس» لم يكتبها بآخر أجزاء القصة، لكنها تأتي أحداثها بنهاية القصة.

وتقص ثلاثية أوديب، قصة البطل اليوناني المأساوي «أوديب»، الذي هزم أبو الهول اليوناني«سفنكس» وأنقذ طيبة، لكنه قتل الملك السابق والده عن غير قصد ويتزوج أمه الملكة «جوكاستا»، وينجب أبناء وهم «إتيوكليس وبولينيسيس وأنتيجون وأسمين» من زواج محارم غير مقصود فتصيب اللعنة العائلة.

 مدينة الآلام واللعنة

و تدور أحداث مسرحية «أنتيجون» أمام قصر ملك طيبة السابق «أوديب بن لايوس» بعد أن يرحل عنها بعد أن يفقأ عينيه، وينفي نفسه خارج بلاده، ويترك أبناءه فريسة للطامع في الحكم، ويبدأ الصراع بين الأخوين إتيوكليس وبولينيسيس، من أجل عرش طيبة فيحاصر الثاني المدينة بالقوات الأجنبية، ويموت الأخوين في الحرب، وبذلك يصبح الحاكم «كريون»، وبعد الحرب يأمر بإقامة جنازة إتيوكليس ودفنه فيما يقرر أن الأخ الثاني خائن، ونهى عن أي مواطن بطيبة من دفنه، ويترك جسده في العراء، وكان يعتقد الإغريق أن الروح غير المدفونة لا يمكن أن تدخل الحياة الآخرة وتترك معذبة

أخت شجاعة غاضبة

ومع ذاك الحدث تقرر الأخت الغاضبة المتمردة «أنتيجون»، أن تتحدى عمها وتضمن أن يدخل شقيقها الحياة الآخرة، فتفكر في دفن أخيها وعدم ترك جثته في العراء وحاولت ونجحت، ولولكن كشف أمرها، فيغضب عمها «كريون»، ويأمر بإحضارها إليه وهي تصر على ما فعلت نحو جثة أخيها ولا يهمها عصيانها لفرمانه، فيُحكم على «أنتيجون» بالإعدام، ويحاول هيمون ابن «كريون»أن يوجه أباه ليعدل قراره ولحبه لـ «أنتيجون» لكن «كريون» يهدد ويعلن أنه سيعدم من عصاه وإن كانت ابنة أخيه، التي يدفع بها إلى الكهف بعيدًا سجينة، كما يطلب بحبس ابنه «هيمون»

ومع تدخل الكاهن «تيريسياس» الذي ينصح نصح «كريون» بدفن «بولينيسيس»، لكن الأول لا ينفذ كلمته رغم أنه وعد أن سينفذ ما سيقول الكاهن فينبأ «تيريسياس» شعب طيبة أن أفعال «كريون» سيجلب الطاعون على المدينة، فيخشى «كريون» غضب الآلهة ويستجيب ويقرر أن يعفو عن «أنتيجون»، ويذهب ليقوم بدفن أخيها، لكن في الوقت نفسه يذهب «هايمون» ليجد أن «أنتيجون» قد شنقت نفسها، فيصل «كريون» إليهما، ويحاول الابن «هايمون» قتل والده، وعندما يفشل، فيقتل نفسه.

وعندما تسمع الملكة زوجة «كريون» النبأ الجلل بموت ابنها الوحيد، تلعن زوجها وتطعن نفسها، ويترك «كريون» وحيدا على قيد الحياة بنهاية المسرحية   تعتصر قبله الأحزان.

«أنتيجون» بإذاعة البرنامج الثقافي 

 

وقدمت أنتيجون» بمختلف مسارح العلم إن لم تكن كلها، في معالجات متباينة، ومنها أن قدمت إذاعة البرنامج الثقافي من القاهرة  «أنتيجون» كإحدى روائع المسرح العالمي للأديب الفرنسي »Jean Cocteau «1889-1963 كتبها عام 1922 عن مسرحية «سوفوكليس» التراجيدية التي قام «كوكتو» بإعادة صياغتها بطريقة عصرية وقال عنها إنها «تقليص» لنص سوفوكليس، والمسرحية من ترجمة فتحي العشري وإخراج الشريف خاطر.

 

وقدم الشخصيات: عايدة عبد العزيزفي دور «أنتيجون»، توفيق الدقن في دور« كريون» محمد الدفراوي  «هيمون»، هدى عيسى «أسمين»، محمد الزكي «الحارس»، أنيس فهمي «تريسياس»، آمال سالم  «الملكة الأم»، ومحمد فايق عزب  «الرسول».

 

بالاشتراك مع: تريز دميان، عواطف فؤاد، صفية إسماعيل، نوال البطوطي، سهام فتحي، ألفت عزمي، عايدة الشريف».

 

 

رابط المسرحية