يحتفل مسيحيو مصر، غداً الأحد، بـ "أحد السعف"حيث يعتبر هذا اليوم بداية الأسبوع الأخير في الصوم الكبير، الذي صامته الكنيسة قبل عيد القيامة.
ويجسد "أحد السعف" بداية أسبوع الآلام عند المسيحيين، حيث يرمز إلى دخول السيد المسيح إلى أورشليم.
واستقبل المسيح سكان المدينة والوافدين إليها، بسعف النخل التي ترمز إلى الإنتصار، وفرشوا ثيابهم على الأرض وأخذوا يهتفون، حسب رواية العهد الجديد: "هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب. هوشعنا في الأعالي!"[مر 11:9] وتعني هوشعنا حرفياً خلصنا.
يبدأ الإحتفال بـ "أحد السعف" من مساء اليوم السبت، الذى تطلق عليه الكنيسة "سبت لعازر" بشراء سعف النخل وأغصان من الزيتون، ويزينوها على شكل صليب، وإن كان الأب البطريرك أو المطران أو الأُسقف حاضراً، يتقدمه الشمامسة والكهنة وهم يحملون الشموع فى أيديهم مع سعف النخل وأغصان الزيتون.
مسميات متعددة
ويسمى بـ "أحد الشعانين" وهي كلمة عبرانية من "هو شيعه نان" ومعناها "يا رب خلص"، ومنها الكلمة اليونانية "أوصنا" التى استخدمها البشيرون فى الأناجيل، وهى الكلمة التى كانت تصرخ بها الجموع فى خروجهم لاستقبال موكب المسيح وهو فى الطريق إلى أورشليم، بحسب ما يذكره الباب شنودة الثالث في كتابه "أحد الشعانين".
ويعرف أيضًا بأحد السعف وعيد الزيتونة؛ لأن الجموع التى لاقت المسيح كانت تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة، فلذلك تعيد الكنيسة وهى تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة وهى تستقبل موكب الملك المسيح.
عادات اليوم
ومن عادات "أحد السعف" قراءة فصول الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة الأربعة وأرجائها، مع رفع البخور. وتسود نغمة الفرح طقس الصلاة في هذا العيد، فتردد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة، ابتهاجاً بهذا العيد.
ومع صباح الأحد، يتوجه المسيحيون إلى الكنائس؛ لتأدية صلاة القداس، بينما يفترش سعف النخيل ساحات الكنائس ومحيطها، وسط أجواء من الفرح والسرور.
ويصاحب "أحد السعف" في مصر تناول الأطعمة المملحة، خصوصًا الأسماك المملحة، لما تتمتع به الأسماك عمومًا من رمزية خاصة في الديانة المسيحية.
وبحسب المعتقدات المسيحية، فإن السمكة ترمز إلى عمل الله الخلاصي من أجل الإنسان: فكلمة "إكتوس" هي اختصار لعبارة "يسوع المسيح ابن الله مُخلّص العالم".
تحقيق النبوة
ويمثل الاحتفال بهذا العيد إحياءًا لذكرى دخول المسيح إلى القدس "أورشليم" راكبًا على حمار تحقيقًا لنبؤة زكريا في العهد القديم التي تقول: "لا تخافي يا ابنة صهيون، فإن ملكك قادم إليك راكبًا على جحشِ ابن أتان".