السبت 11 مايو 2024

لماذا الأطلال


د.صلاح سلام

28-4-2024 | 07:24

د.صلاح سلام
اختارت صحيفة اللوموند عام ١٩٩٩ أفضل مائة أغنية في القرن العشرين فكانت الأطلال إحداها...وفي جلسة جمعت رهط من المثقفين وأهل الفن في منزل عبد الوهاب عندما طلب من الجميع حسب رواية الإذاعي الشهير جلال معوض والقصة سمعتها من الإذاعي والشاعر فاروق شوشة اذ طلب أغنية واحدة سوف يخلدها التاريخ فكان الإجماع على الأطلال فقالها ودموعه تغالبه بعد أن حاول البعض إضافة اسماء أخرى من ألحانه...وقد غنى المطرب محمد صادق الأطلال وغنتها نجاة علي من تلحين محمد فوزي ١٩٥٥ قبل أن تعتزل الغناء وقد كانت من أباطرة الطرب في عصرها واشتركت مع أم كلثوم في حفل تدشين الإذاعة عام ١٩٣٤ ولها أكثر من تسعين أغنية وأشهرها فاكراك ومش هنساك مهما الزمان أساك...ولكن لحن السنباطي عام ١٩٦٢، والذي ظل حبيس الأدراج لاختلافه مع أم كلثوم على نهاية الأغنية بارتفاع الصوت واللحن في "أن الحظ شاء" اخر الاغنية إلى عام ١٩٦٦ بعد تدخل عازف القانون الأول محمد عبده صالح ويذكر أن أحمد رامي اختار أبيات القصيدة من بين مائة وخمس وعشرون بيت وأضاف إليها بعض أبيات من قصيدة الوداع...واختلفت الروايات في أصل القصيدة ولمن كتبها الشاعر والطبيب إبراهيم ناجي والذي توفى دون الخامسة والخمسين حزينا ، وعندما انطلقت الأطلال لتدوي في سماء الطرب ادعت زوزو حمدي الحكيم أنه كتبها لها وأن والدتها كانت تتردد عليه للعلاج وفي كل روشتة كان يكتب لها على ظهرها بيتا أو أكثر من هذه القصيدة... وايدها محمد التابعي حيث قال انه قرأ معها خطاب غرام من ناجي لها من ثماني صفحات وقالت زوزو نبيل أنه كتبها لها وكذلك زوزو ماضي والحقيقة أنه كتب في أحد المجلات عام ١٩٤٨ مقالا إسمه ٣ زوزو ويصف فيه محاسن كل منهن وكيف ذابت تلك الملامح في دهاليز الفن والتمثيل، ومن المعروف أنه كتب قصائد في أمينة رزق وسامية جمال وزينب صدقي ولكنه كان يخص كل واحدة بقصيدتها وقال صديقه صالح جودت أنها كانت لجارته عنايات ولكن حفيدته الدكتورةسامية محرز قالت أنها كانت بالفعل لملهمته التي كانت تعلمه اللغة الفرنسية عليةمحمود الطوير جارته في شبرا والتي تزوجت وأنجبت وسافرت وهو كذلك تزوج وأنجب وقد أهداها ديوانه ليالي القاهرة عام ١٩٤٤وكتب إلى "ع..م" أهدي ديواني ولكن متن الحديث كان كأنه موجه إلى صديق ولربما كان ذلك من باب الحفاظ على مشاعر أسرته ، وفي جلسة تجلي قال أنها قصة بين حبيبين هي أصبحت أطلال جسد وهو أصبح اطلال روح وقد عادت صاحبة الأغنية بعد غياب وكانت قد أصيبت بالاكتئاب وكانت تتحرك كشبح وتقول أنا من كتب عني ولي ناجي"الأطلال"...تلك الأغنية التي شدت بها أم كلثوم ٢١ مرة من حديقة الأزبكية إلى باريس وحدائق بعلبك في لبنان وفي تونس كانت تقول كل مرة اغنيها أحس برهبة وكأنها أول مرة، .وعندما كان السنباطي ينتقد دخول الآلات الحديثة إلى اغانيها كانت ترد يا سنباطي لاتقلق فستظل الأطلال علامة فارقة في تاريخ الغناء وهتعيش ١٠٠ سنة..وبالفعل أصبحت القصيدة أجمل أغنية عربية في القرن العشرين وأصبحت قصة القصيدة أيقونة تتداولها أقلام المعجبين.