لا يزال الحراك الطلابي جارياً في الجامعات الأمريكية، للتنديد بالحرب الإسرائيلية المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف.

ومنذ أيام، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذه الاحتجاجات بأنها معادية للسامية وشبهها بألمانيا في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي.

في المقابل، وجه نازحو قطاع غزة الشكر لطلبة الجامعات الأمريكية، وكتبوا على خيامهم:"شكرا طلبة جامعة كولمبيا"، و"أطفال غزة فخورون بكم"، و"الطلاب يمنحون أمل الحياة".

وترجع بداية هذا الحراك إلى الـ 18 أبريل الجاري، حين بدء طلاب جامعة كولومبيا بنيويورك، اعتصاماً احتجاجاً على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين، و"الإبادة الجماعية" في غزة.

في أعقاب ذلك، امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، رغم اعتقال الشرطة أكثر من 600 طالب منذ بداية الاعتصامات.

وأدى قيام إدارة جامعة كولومبيا، باستدعاء قوات الشرطة؛ لفض مخيم إقامه الطلاب داخل حرم الجامعة، إلى مزيد من التصعيد في الجامعات، في حين واصل طلاب الجامعة احتجاجاتهم.

وحذرت جامعة "هارفارد" الأمريكية الطلاب المعتصمين داخلها من تعرضهم للفصل، وعدم منح المتخرجين منهم الشهادات الجامعية، خصوصاً مع اقتراب موعد حفل التخرج.

فيما دعت إدارة جامعة "بنسلفانيا" الأمريكية، الطلاب المعتصمين في الحرم الجامعي بفض التجمع، بسبب ما قالت إنها انتهاكات صارخة لسياسات الجامعة.

وكانت آخر الجامعات التي انضمت إلى هذا الحراك، جامعة "ماكجيل" الكندية، حيث نصب طلاب الجامعة الخيام للإعتصام تضامناً مع سكان غزة.

ورفع الطلاب لافتات تتهم مؤسستهم ورئيس حكومتهم جاستن ترودو بـ"تمويل الإبادة الجماعية"، إضافة إلى شعارات تطالب بتحرير فلسطين.

 

ومع وصف نتنياهو، هذه الاحتجاجات بأنها معادية للسامية، علق السيناتور الأميركي بيرني ساندرز، على ذلك بالقول، أن اتهام إسرائيل بقتل 33 ألف فلسطيني ليس "معاداة للسامية" بل توضيح للحقائق، مشيراً إلى أن ما تفعله حكومة نتنياهو "المتطرفة" غير مسبوق.

وأضاف ساندرز، في تصريحات لشبكة "سي إن إن"، أنه ليس لديه شك بأن نتنياهو يرتكب جريمة تطهير عرقي في قطاع غزة من خلال تهجير 80% من سكانه.

وأكد أن غالبية الشعب الأمريكي متقزز من أفعال آلة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحربية في قطاع غزة.

وقبل أيام، قال مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأمريكي، إن حركة حماس، تدعم الاحتجاجات في جامعة كولومبيا.

ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى تعبئة الحرس الوطني في الجامعات التي تعاني من "فيروس معاداة السامية"، على حد وصفه.

وفي هذا الإطار، ثمن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، التظاهرات والاعتصامات التي ينظمها طلاب الجامعات في الولايات المتحدة الاميركية والعالم.

واعتبر الحراك انتصاراً لعدالة القضية الفلسطينية، وإدانة للاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب أفظع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.

وقال الاتحاد، إن الحراك الطلابي العالمي في الولايات المتحدة، ودول العالم يأتي لدعم  المطالب المستحقة للشعب الفلسطيني، وللمطالبة بإنهاء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ورفض تهجير المواطنين الفلسطينيين.

وأضاف، إن على المجتمع الدولي التقاط الفرصة الأخيرة لانقاذ ماء وجهه والانتصار للحق والحقيقة في فلسطين، وعدم الانصياع للاحتلال وروايته المضللة.

في هذه الأثناء، نظم أعضاء اتحاد الشباب التركي مظاهرة في العاصمة أنقرة، الأحد، لدعم مظاهرات طلاب الجامعات الأمريكية المؤيدة لفلسطين.

وتجمع أعضاء اتحاد الشباب التركي أمام السفارة الأمريكية في أنقرة، وهتفوا "قضية فلسطين هي قضية تركيا"، وفقاً لوكالة الأناضول للأنباء.