قدم برنار هوركاد، الباحث في مركز البحوث الوطني الفرنسي والمتخصص في الشؤون الإيرانية، تحليلاً في مقال نُشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية على موقعها الإلكتروني، مشيرًا إلى أن استعراض القوة العسكرية الإيراني في 13 و14 إبريل قد يكون مفتاحاً للتغيير في صراعات الشرق الأوسط.
وأكد هوركاد أن المهندسين الإيرانيين المتخصصين في صناعة الأسلحة قد أنتجوا طائرات بدون طيار وصواريخ عالية الأداء بأعداد كبيرة، وقام الحرس الثوري بإرسالها وإطلاقها بنجاح نحو إسرائيل بالمئات في وقت واحد.
وأوضح هوركاد، الذي يُدرِّس الجغرافيا الإيرانية في معهد اينالكو، أن هذا الإنجاز التقني والعسكري لم يكن رداً على القصف الذي تعرضت له القنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل، بل كان رسالة سياسية تؤكد أن أولوية الحكومة الإيرانية هي الدفاع عن الجمهورية الإسلامية وأراضيها.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تؤكد على أن إيران تسعى لتعزيز دورها الإقليمي كلاعب قوي ومستقل، وتطالب بالمشاركة الكاملة في المناقشات والمفاوضات حول الأمن الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك من خلال تبني موقف يدافع عن الفلسطينيين ضد إسرائيل.
وأوضح هوركاد أن هذا الاستعراض العسكري يعكس تحولاً في استراتيجية إيران، حيث يريد الحرس الثوري تأكيد أمن الدولة الإيرانية وأولويتها على المعارك ذات البعد الأيديولوجي مع إسرائيل، ويؤكد على قدرة إيران على الرد بشكل مستقل وفعَّال.
وأخيرًا، أشار إلى أن هذه الخطوة من إيران قد فتحت باباً للتفاوض، ولكن على قدم المساواة، حيث تسعى إيران إلى الحصول على الاحترام والاعتراف بدورها كلاعب إقليمي قوي، وذلك من خلال الظهور بمظهر المدافع عن الفلسطينيين والمطالبة بالحل الدائم للصراع الفلسطيني كشرط أساسي لأي تطبيع للعلاقات في المنطقة.