يوافق اليوم 1 مايو، يوم العمال العالمي، والذي يأتي تخليداً لذكرى من سقط من العمال، الذين دعوا إلي تحديد ساعات العمل في القرن التاسع عشر.
يوم العمال العالمي
ترجع بداية الإحتفال، بـ يوم العمال العالمي، إلي القرن الـ 19، حيث طالب العمال في ولاية شيكاغو بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات.
ففي 1 مايو 1986، شهدت مدينة شيكاغو، ومن بعدها تورنتو إضراب عن العمل شارك فيه 400 ألف عامل؛ للمطالبة بتحديد ساعات العمل، تحت شعار "ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع".
جراء ذلك الحراك العمالي، شلت الحركة الإقتصادية في شيكاغو، فما كان من الشرطة إلا أن فتحت النار على المتظاهرين، مما تسبب في مقتل عدد من العمال، وأثناء ذلك، ألقى مجهول قنبلة في وسط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصاً، منهم 7 من رجال الشرطة، فيما عرف بأحداث "هايماركت" التي سجلت في تاريخ 4 مايو من العام.
وعلى إثر ذلك، حكم بالإعدام على أربعة عمال، فضلاً عن سجن آخرين لفترات متفاوتة، وبعد تنفيذ حكم الإعدام بحق العمال، تبين أن الذي رمى القنبلة، كان أحد عناصر الشرطة.
اكتسبت أحداث "هايماركت" شهرها عالمية، حيث أحيا المؤتمر الأول للأممية الإشتراكية ذكراها في العاصمة الفرنسية باريس عام 1889، بالإضافة إلى الدعوة لمظاهرات دولية لإحياء ذكراها.
ولتخليد تلك الأحداث، أعلن الكونجرس الأمريكي، في وقت لاحق، 1 مايو ذكرى وفاء، لأحداث هايماركت، خاصة بعدما حظى بالتقدير من دول عديدة وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي.
وفي مطلع القرن الـ 20، دعا مؤتمر الإشتراكية الدولية في أمستردام، جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الإشتراكية، في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في 1 مايو، بالتوازي مع ذلك كان العمل جارياً لجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول.
وفي عام 1955، حصل يوم 1 مايو كعيد للعمال على مباركة الكنيسة الكاثوليكية، واعتبرت القديس يوسف بارا أو يوسف النجار شفيعا للعمال والحرفيين.
وفي المعتاد، يصاحب هذا اليوم، الإحتجاج على سياسات الحكومات، لاسيما في الدول التي تكون النقابات فيها درعاً من أدرع الحياة السياسية.
عيد العمال في مصر
بدأت مصر الإحتفال، بـ عيد العمال عام 1924، حين نظم عمال الأسكندرية احتفالاً كبيراً في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال، ثم خرجوا في مظاهرة ضخمة، حيث عقدوا مؤتمراً ألقيت فيه الخطب.
وبرغم من محاولات منع ذلك، واصلت الحركة النقابية المصرية الإحتفال بالمناسبة، على مدى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، في مطلع مايو من كل عام.
وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أخذت المناسبة شكلاً رسمياً، حتى أصبحت عطلة رسمية عام 1964 يلقي فيه الرئيس خطاباً سياسياً أمام القيادات النقابية.
ويعتبر يوم 1 مايو إجازة رسمية في قرابة 100 دولة، وتغتنمه الحركات والنقابات العمالية؛ لتدارس أحوال الطبقة العاملة وتقييم إنجازاتها، ورفع مطالبها في مسيرات وتظاهرات عامة.