الخميس 21 نوفمبر 2024

مقال رئيس التحرير

جندي على ثغر الهلال

  • 2-5-2024 | 14:27
طباعة

أن تجلس على كرسي الكبار شرف لو تعلمون عظيم .. وكرسي رئاسة تحرير الهلال جلس عليه عظماء كابر عن كابر بداية من المؤسس العظيم الكبير جرجي زيدان صاحب الهلال، ومروراً بسلسال متصل من النبغاء والنجباء حملة راية التنوير في مصر المحروسة .. نبع رقراق صاف قدم للثقافة العربية الكثير، ولا تزال دار الهلال ومجلتها الرصينة تحمل مشاعل التنوير، تنير طرقات المعرفة، وتذود عن حياض الوطن الثقافية، وتقف ضد الظلاميين وأفكارهم الهدامة.
منذ صدورها تقف الهلال على ثغر عظيم من ثغور الأمة، مدافعة ومنافحة عن هوية مصر الثقافية، تلعب دورها التنويري في مواجهة أصحاب مناهج التطرف والتكفير والتشدد.
تحمل الهلال سلاحها بالمرصاد لكل غاشم غليظ العقل، ختم الله على قلبه وسمعه وبصره، تنشر الثقافة والوعي، وتنثر رياحين المعرفة في كل مجال. 
واختياري رئيساً لتحرير الهلال درة المجلات الثقافية في العالم العربي قاطبة مسؤولية كبيرة أدعو الله أن أكون على قدرها وأهلا لها، ولا أبدأ المشوار مدعياً، ولكنني جندي اختير لأداء مهمة عظيمة، سأسعى جاهدًا وأحاول مخلصًا لمواصلة ما بدأه الكبار، ولتستمر مسيرة الهلال قمراً مضيئاً منيراً في سماء الوطن، سأبذل كل ما في وسعي وجهدي وطاقتي من أجل استكمال الرسالة وأداء الأمانة على أكمل وجه.
رسالة الهلال كانت وستظل التنوير والوعي، وهو ما قامت به على مدار أكثر من مائة وواحد وثلاثين عاماً، وستواصل الهلال الدفاع عن هوية الوطن الثقافية، وستبقى بمثابة نهر الثقافة الذي يجري من المحيط إلى الخليج لتحمل مشاعل التنوير في العالم العربي بأسره.
نستمر في الهلال ونبني على ما سبق، وفي هذا العدد ملف شامل عنوانه العريض مستقبل الثقافة في الجمهورية الجديدة، استلهاماً مما كتبه الكبير عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين مستقبل الثقافة في مصر، وإذا كان الوطن قد خاض على مدار السنوات العشر الماضية وتحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي معارك مواجهة الإرهاب والتطرف وحقق نصراً مبيناً على جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها من الجماعات المتطرفة، وحقق نجاحات متتالية في معركة البناء والتعمير والمشروعات القومية الكبرى التي تسر الناظرين في كل مكان على أرض المحروسة، تبقى معركة الثقافة والهوية لا تقل أهمية عن هذه المعارك الكبرى.
نخوض معركة الثقافة لاجتثاث جذور الإرهاب والتطرف من بيئة المجتمع، معركة تحتاج تضافر جميع المؤسسات الثقافية والاجتماعية والدينية، جنودها لابد أن ينتشروا في ربوع الوطن في المدن والقرى، فهذه ليست معركة فئوية ولا نخبوية، ولكن يجب أن تكون معركة شاملة، تصل أهدافها إلى المواطن البسيط في كل مكان على أرض الوطن.
مستقبل الثقافة في الجمهورية الجديدة تحدده استراتيجية التنمية المستدامة 2030 وتركز الرؤية على أن يكون هناك منظومة قيم ثقافية إيجابية في المجتمع المصري تحترم التنوع والاختلاف وتمكن المواطن المصري من الوصول إلى اكتساب المعرفة، وفتح الآفاق أمامه للتفاعل مع معطيات عالمه المعاصر، وإدراك تاريخه وتراثه الحضاري المصري، وإكسابه القدرة على الاختيار الحر وتأمين حقه في ممارسة وإنتاج الثقافة، على أن تكون العناصر الإيجابية في الثقافة مصدر قوة لتحقيق التنمية وقيمة مضافة للاقتصاد القومي، وأساسا لقوة مصر الناعمة. 
 وتخطط الدولة لرفع كفاءة المؤسسات الثقافية والعاملين بالمنظومة الثقافية، وتعظيم دورها وتأثيرها وتوسيع نطاق وصولها لمختلف فئات المجتمع.
وتأتي مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة والتي تعد تحفة معمارية مصرية لتؤكد نهج الدولة الساعي لدعم الثقافة وأدواتها ليبقى التأثير المصري حاضراً على الدوام فيما يخص مفهوم القوة الناعمة الشاملة.
معركة الثقافة لا تتوقف عند حد ونجاحها  يجب أن يبقى مستمراً على الدوام، فهي المعركة الشاملة التي تضمن اجتثاث جذور التطرف والحفاظ على هوية مصر الثقافية التي تحترم التنوع والتعدد والاختلاف.
ولتحيا مصر دائمًا وأبدا عزيزة أبية

أخبار الساعة

الاكثر قراءة