تأتي مدينة الفنون والثقافة بعاصمة الفخر، العاصمة الإدارية الجديدة تتويجا لجهود مضنية ونتيجة لاهتمام حقيقي بالإنسان المصرى والفنون والثقافة فى الجمهورية الجديدة
يخطئ من يظن أن الجمهورية الجديدة تولي اهتماما بالبنية التحتية فقط... يخطئ من يظن أن الطفرة الكبيرة في العمران التي لم تشهدها مصر منذ عقود طويلة في شتى ربوع البلد من شرقها لغربها ومن جنوبها لشمالها هي محور اهتمام القيادة السياسية فقط... صحيح بناء المكان مهم وضرورة بعد أن نال الزمن والإهمال والسكون منه، بعدما كدنا نظن أن التغيير مستحيل... لكن هناك بناء آخر يتم بالتوازي لا يقل أهمية ولا يتوقف هو بناء الإنسان... تعمل الجمهورية الجديدة في مسارات عدة من أجل مواطن مصري متطور وعصري.
تؤمن القيادة السياسية بأهمية القوة الناعمة، تؤمن أن الجذور المصرية الإبداعية لا يمكن إيقافها وأن المصري مبدع بطبعه فكانت استراتيجية 2030، تحديا جديدا ومهما خاضته الجمهورية الجديدة وأرست قواعده تحت عنوان الإنسان المصري وبدأت في تنفيذه، والعمل من أجله منذ بداية الجمهورية الجديدة وفي خلال عشر سنوات كانت النتائج باهرة والأرقام لا تكذب... تؤمن أيضا بالعدالة الاجتماعية والفنية والثقافية فكانت هناك مشروعات في أماكن كان يظن البعض أنها منسية، وصلت إلى أقاصي البلاد وغطت كل شبر فيها، أكثر من 200 مشروع ثقافي حيوي تم تنفيذه في ربوع مصر، قصور الثقافة التي اعترتها الأتربة وكادت تتحول إلى خرابات أعادت الجمهورية الجديدة لها الروح من الأقصر إلى القاهرة، أنشطة فنية وثقافية من مرسي مطروح إلى العاصمة، مراكز تنمية الموهوبين عملت بجد وقدمت أجيالا جديدة واعية ومضيئة انتشرت من الشمال إلى الجنوب، دعما لمشروعات فنية وثقافية ومسرحية على مدار العام مشروعات مصر الثقافية والفنية الجديدة كانت محورا مهما من "ابدأ مسرحك" وحتى "صنايعية مصر" مرورا ب "تراثك أمانة" و "حكاية شارع" وغيرها... مشروعات تهدف للحفاظ على الكنز المصري والإنسان المصري، قوتها الحقيقية.
منذ اليوم الأول لتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية وهو يعي أن الفنان المصري مهم وهام ولا يترك فرصة دون التعبير عن ذلك، مقابلاته الودية بنجوم كبار، وملاحظاته القوية عن أهمية الفن كلها كانت مؤشرا أن هناك حالة حراك فني وثقافي قادمة وفي أقل من عشرة أعوام كانت الدراما المصرية من خلال شركة وطنية رائدة هي الشركة المتحدة تتجاوز حدود العالم العربي وتقدم مصر بفنونها ونجومها إلى العالم، كما حدث مع مسلسل "الحشاشين" مؤخرا وهو العمل الذي تمت ترجمته بلغات عدة ودبلجته بلغات أخرى، في أقل من عشر سنوات وبعد أن كانت الدراما المصرية تتجه الى أعمال أقل قيمة ومنتج أحادى الفكر ولا تعرف التنوع، الآن تدخل الدراما المصرية أفاقا جديدة، أفاقا ذكية تتنوع وتؤثر وتترك انطباعات عن صناعة قوية ومهمة.
الدراما المصرية ليست وحدها التى استفادت من الحراك الاجتماعي والفكري الذى تحظى به الجمهورية الجديدة لكن كان للغناء والفعاليات الغنائية موعد مع مهرجان العلمين الدولي الذى نجح في نسخته الأولى في اجتذاب الملايين من المتابعين لفنون مصر ولقطعة ساحرة من أرضها كما عرفت السينما طريقها للعالمية فى أكثر من مناسبة ومع أكثر من عمل.
وتأتي مدينة الفنون والثقافة بعاصمة الفخر، العاصمة الإدارية الجديدة تتويجا لجهود مضنية ونتيجة لاهتمام حقيقي بالإنسان المصري والفنون والثقافة فى الجمهورية الجديدة، اهتماما يعكس أهمية المواطن عند قيادته التى اختارها بكل حب، مدينة الفنون والثقافة وساما جديدا ومهما يضاف إلى أوسمة كثيرة ومتعددة حصل عليها المواطن فى العشر سنوات الماضية التى شهدت العديد من الفتوحات الثقافية والفنية فى مصر الآن وفى جمهوريتها الجديدة إحساس عام بالفخر رغم الصعوبات التى مرت عليها، هناك عدالة ثقافية وفنية تجدها فى كل مكان تذهب إليه، هناك حراك حقيقي وتحديات كبيرة وأنظار العالم تتجه إليها كما حدث فى حفل نقل المومياوات ومتاحف مصر العالمية وكما هي الحال في تجديد طريق الكباش وتجديد العديد من المنشآت الحيوية الفنية والثقافية. فى جمهوريتنا الجديدة ليس هناك حدود لطموحاتنا، ليس هناك مستحيل، ليس هناك إهمال لأي نشاط يهم المواطن المصري.