شغلت المرأة المصرية دورًا رئيسيًا في المجتمع المصري منذ قديم الزمان، بداية من تاريخ عهد الملكات الفرعونية، مثل الملكة حتشبسوت، وميريت رع، ونفرتيتي، وغيرهم، فكان لها دورا فعالا في الحروب وفي حكم البلاد كذلك، ومن الملكات التي كان لها دورا في الحكم وذات طموح كبير، الملكة تيتي شري.
تُعد الملكة تيتي شري هي أول وأخر ملكة من ملكات الأسرة السابعة عشر حتى الأسرة الثامنة عشر، أطلق عليها عدة ألقاب "زوجة ملكية عظيمة"، "أم فرعون"، "سيدة الأرضيين" و"الأم المقدسة"، "الأم الملكية"، حيث أهداها زوجها الملك سقنن رع تاعا الأول تاج النسر فذلك يعنى أنها تحل مكان الملك.
وعلى الرغم إن الملكة تيتي شري تنتمي إلى أسرة من عامة الشعب لوالدين هما ثننا ونفرو، تزوجت الملكة تيتي شرى من الملك سقنن رع تاعا الأول، وأنجبت له الملك سقنن رع تاعا الثاني، وابنتها إياح حوتب، كما أنها جده الملك كامس وأحمس الأول.
تزوج ابنها سقنن رع تاعا الثانى من ابنتها إياح حوتب، حيث قام بمحاربة الهكسوس، الذين احتلوا مصر لأعوام طويلة وحاول طردهم من البلاد في معركة طيبة في الشمال ولكنه استشهد في المعركة على الرغم من قوته وشجاعته، ولكن استكمل ابنه الملك أحمس الأول الحرب ضدهم حتي نجح في القضاء عليهم وحرر مصر من الهكسوس كما طاردهم خارج الحدود المصرية.
وتقديرًا لتلك الملكة العظيمة التي عاصرت احتلال الهكسوس لمصر ومحاربة زوجها وموت ابنها وانتصار حفيدها ولكنها كانت قوية وشجاعة وداعمة لهم ولم تيأس أبدًا فأمر حفيدها الملك أحمس الأول تخليدًا لذكرها بعمل لوحة تذكارية للملكة تيتي شري من الحجر الجيري في أبيدويس بلغ عرضها 106.5 سم وارتفاعها 225 سم واكتشفت عام 1902، وهرمًا في أبيدوس وفي عام 1898تم أكتشافه من قبل أرثر ميس، ويجل عالمي الأثار.
وكان منقوش على اللوحة حوارًا بين الملك أحمس الأول وزجته الملكة أحمس نفرتاري وكان نص الحوار "حقا لقد مر بخاطرى أم والدتى، والدة أبى الزوجة الملكية العظيمة، والأم الملكية تتي شرى المرحومة وحقا إن حجرة دفنها وقبرها الوهمى موجودان الآن في مقاطعنى طيبة وطينة على التوالى وقد قلت لك ذلك لأن جلالتي يرغب في أن يقيم لها هرما ومعبدا في الأرض المقدسة بالقرب من آثار جلالتي".