تحل اليوم، 3 مايو، ذكرى ميلاد الفنان توفيق الدقن، وهي الذكرى الـ 35 لوفاته.
ولد توفيق الدقن عام 1924م، في قرية صغيرة تدعى هورين بالمنوفية، عمل في بداية حياته في وظيفة بسيطة بالسكة الحديد، وكاتب مخالفات في النيابة، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ويتخرج منه عام 1950.
البدايات المسرحية
بدأ توفيق الدقن مسيرته الفنية من خلال المسرح، حيث انضم إلى فرقة "المسرح الحر" عام 1951، وقدم العديد من الأعمال الناجحة التي لفتت الأنظار إلى موهبته الاستثنائية.
انتقل توفيق الدقن عام 1954م، إلى فرقة إسماعيل ياسين، ليشارك في بطولة مسرحيات كوميدية، حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وكان لها الآُثر الكبير في مشواره الفني التالي، مثل:" الكورة مدورة" و"الواد سيد الشغال".
الانتقال إلى السينما
بدأ توفيق الدقن، مسيرته السينمائية، في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، حيث شارك في عدة أفلام بأدوارٍ صغيرة، ولكن سرعان ما اكتسب شهرة، وذلك يرجع إلى قدرته الفريدة على تقديم أدوار الشر، بطريقة مبتكرة ومليئة بالكوميديا، وهذا النوع من الأدوار كان له تأثيرًا كبيرًا على مشواره المهني، الذي جعله يكتسب الشهرة الكبرى في هذه الأدوار في تاريخ السينما المصرية.
ويعد فيلم "ابن حميدو" الذي صدر عام 1957م، من أقوى الأفلام الكلاسيكية في السينما المصرية، حيث شارك فيه الفنان توفيق الدقن، بشخصية الباز أفندي، وجسد فيها شخصية الرجل الشرير بطريقة ساخرة، واستخدم معها العديد من العبارات الكوميديا والتي جذبت الأنظار إليه.
وتنوعت أدواره، كثيرًا بالرغم من شهرته في أدوار الشر، إلا أن توفيق الدقن كان فنانا متعدد المواهب، قادرًا على تأدية شخصيات متنوعة.
ففي فيلم "الأيدي الناعمة"، قدم أداءًا كوميديا لا ينسى، بينما في "سر طاقية الإخفاء"، أظهر جانبا آخرًا من مهاراته الكوميدية الخفيفة، كانت قدرته على الانتقال بسلاسة بين الشخصيات المختلفة تُضيف إلى جاذبيته.
تعاون الدقن، مع العديد من كبار ممثلي الفن في مصر والوطن العربي، مثل: إسماعيل ياسين، فؤاد المهندس، وعادل إمام، مما ساهم في زيادة شعبيته، وقد أظهر فيها براعة في التناغم مع زملائه في العمل، مما زاد من قيمة أعماله السينمائية.
لم يترك توفيق الدقن، المسرح بالرغم من ذيع صيته في المجال السينمائي، وكان له العديد من الأعمال المسرحية الهامة، مثل مسرحية "سيدتي الجميلة" و"السبنسة"، وشارك في العديد من المسرحيات الأخرى التي لاقت نجاحًا كبيرًا.
أفلامه السينمائية
شارك توفيق الدقن، في أكثر من 500 عمل فني بين أفلام ومسرحيات وبرامج تلفزيونية، من أبرز أفلامه: "ابن حميدو" و"أنا وهو وهي"، و"أحبك يا حسن" و"سر طاقية الإخفاء"، و"في بيتنا رجل"، و"على باب الوزير" و" البحث عن فضيحة".
عمله في التلفزيون
عمل توفيق الدقن ليس فقط في السينما والمسرح، بل أيضا في التلفزيون، حيث قدم العديد من المسلسلات التلفزيونية التي كانت تحظى بمتابعة واسعة من قبل الجمهور.
وعزز دوره في التليفزيون، من شعبيته ووصوله إلى شريحة أكبر من الجمهور، فضلًا عن أسلوبه وأداؤه الفريد الذي جعله خيارًا مفضلًا لدى المنتجين والمخرجين التلفزيونيين، مما أدى إلى المزيد من الأدوار التلفزيونية.
الجوائز والتكريمات
لم يكرم توفيق الدقن، بالعديد من الجوائز الرسمية، رغم أنه كان يتمتع بشعبية جارفة، ويعتبره العديد من الممثلين والمخرجين مثالا يحتذى به بسبب أسلوبه المميز في التمثيل وقدرته على تأدية الأدوار المعقدة ببراعة.
توفي توفيق الدقن في يوم 26 نوفمبر من عام 1988م، بالقاهرة، ليختتم بذلك تاريخ أشهر فناني أدوار الشر في تاريخ السينما المصرية.