في اليوم الـ210 للعدوان على غزة، تواصلت التحذيرات الأممية من اجتياح مدينة رفح الفلسطينية التي تضم نحو 1.4 مليون نازح، جراء حرب الإبادة التي يتعرضون لها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

الحرب على غزة

ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 34.622 شهيداً، بالإضافة إلى إصابة مايزيد عن 77.867.

فعلى مدار الساعات الماضية، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر، وصل منها إلى المستشفيات 26 شهيداً و51 مصاباً.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الجمعة، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تستهدف النساء بشكل أساسي.

وأضاف الأونروا، أن الحرب الإسرائيلية في غزة حرباً على النساء، حيث أدت إلى مقتل أكثر من 10 آلاف امرأة وإصابة 19 ألفاً أخريات، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأوضحت، أن 37 طفلاً يفقدون أمهاتهم كل يوم، مؤكدة على أن الظروف في قطاع غزة مروعة، إذ تواجه أكثر من 155 ألف امرأة حامل أو مرضعة صعوبة بالغة في الحصول على المياه والأدوات الصحية.

 

 اجتياح رفح

قال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن أي توغل إسرائيلي في رفح سيعرض أرواح مئات الآلاف من سكان غزة للخطر، وسيكون ضربة هائلة للعمليات الإنسانية في القطاع بأكمله.

وتابع لايركه:"قد تكون مذبحة للمدنيين وضربة هائلة لعملية الإغاثة الإنسانية في القطاع بأسره، لأنها تدار بشكل رئيسي من رفح".

وأوضح، أن عمليات الإغاثة التي تخرج من رفح تشمل عيادات طبية ونقاطاً لتوزيع الغذاء، ومنها مراكز للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

بدورها، أعربت منظمة الصحة العالمية، عن قلقها من أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، مشيرة إلى أنها ستؤدي إلى غلق المعبر المستخدم لدخول إمدادات طبية إلى قطاع غزة.

وأوضحت، أنها أعدت خطة طوارئ في حالة حدوث توغل إسرائيلي في رفح، قبل أن تضيف، بأن ذلك لن يكون كافياً؛ لمنع حدوث ارتفاع كبير في عدد القتلى.

وفي السياق، قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن منظمة اليونيسف حذرت من أن شن عملية عسكرية برية إسرائيلية على مدينة رفح يمثل كارثة لـ600 ألف طفل فلسطيني.

وأوضح حق، أن جميع أطفال رفح تقريباً إما مصابون أو يعانون من سوء التغذية وآثار ما بعد الصدمة أو معاقون.

 التطورات الميدانية

ميدانياً، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن قصف تجمعات لجيش الاحتلال، بالقرب من كيبوتس نيريم في غلاف غزة، برشقة صاروخية.

وأضافت القسام، أن مقاوميها استهدفوا قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في محور نتساريم بصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار "114 ملم".

وذكرت أن مقاتليها استهدفوا مقر قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالمحور الجنوبي في نتساريم، بقذائف "الهاون" من العيار الثقيل.

وعرضت الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو يُظهر إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع وثكنات عسكرية في شمال إسرائيل.

فيما قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها قصفوا تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي بقذائف هاون، وذلك على خط الإمداد لمحور نتساريم. 

في المقابل، أقر جيش الاحتلال، باصابة  5 من جنوده خلال الساعات الماضية، لترتفع حصيلة مصابيه إلى 3337، منذ السابع من أكتوبر الماضي، منهم 517 إصاباتهم خطيرة، و885 إصاباتهم متوسطة.

 

 مسار المفاوضات

يصل وفداً من حركة حماس إلى القاهرة، السبت؛ لبحث تطورات موقف الهدنة في قطاع غزة، بحسب تصريحات أوردتها قناة "إكسترا نيوز" عن مصدر رفيع المستوى.

في الوقت نفسه، أفادت وكالة رويترز، بأن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز في القاهرة من أجل اجتماعات بشأن غزة.

على صعيد ذي صلة، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على أنه لن يكون هناك أي تقدم في المفاوضات، إلا برضوخ الاحتلال لمطالب المقاومة والشعب الفلسطيني.

وأردفت الجبهة، أن الكرة الآن في ملعب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي ما زال يراوغ ويتعنت، ولا يريد الاستجابة لهذه المطالب لحسابات سياسية ضيقة.

وقالت إن فصائل المقاومة جاهزة للتعامل مع كافة الخيارات وأي تطورات ميدانية، ومواصلة الدفاع عن أبناء شعبنا، والتصدي لأي "عدوان صهيوني"، خاصة على مدينة رفح.