استطاعت السينما المصرية أن تقدم خلال هذه الفترة عملًا جديدًا ضمن الأعمال الوطنية التي تنقل لنا قصص وبطولات الجيش المصري في حالة النصر، ومواجهة العدو بكل بسالة، ومن الأعمال التي تتناول قصص الجيش المصري فيلم "السرب" الذى تم طرحه بداية مايو الجاري في جميع دور السينمات.
من جانبه، قال الناقد الفني عصام زكريا في تصريحات خاصة لـ بوابة "دار الهلال"، "أتمنى التركيز على هذه النوعية من الدراما الوطنية أكثر من الأعمال الفنية الأخر، كما أن طرح هذه الأعمال الوطنية خلال الفترة الحالية برغم مرور حدثها قبل عدة أعوام سابقة كون أننا ننتج عملًا فنيًا يحتاج إلى وقت، لأن العمل السينمائي لم يكن خبرا منشورًا، فذا قصة حدثت بالفعل ونحن نركز على ما وراء القصة، فعندما يتم عمل فيلم مثل هذا له دلالة ومعنى ومشاعر بالإضافة لوجود شخصيات لابد وأن تكون الأمور محكمة ولا بد أن تأخذ وقتها حتى تظهر مادة يستمتع بها المشاهد".
وبين أن الأعمال الوطنية الهدف منها حث المشاهد على الروح الوطنية وهذه النوعية من الدراما موجودة من بداية وجود الدراما، أي موجودة من بداية ظهور السينما، لكن أى نوع من هذه النوعية لابد وأن يوجد بداخله مواصفات الدراما الفنية، وأيضًا وجود موضوع مهم وقصة مثيرة تهم عدد كبير من الجمهور، بالإضافة لوجود الشخصيات المشاركة وطرحها بالشكل المناسب، وتأتى بعدها ترتيب الأحداث، التي تعد ترتيبَا للقصة، إضافة للمخرج وما يترتب على كل مهامه داخل العمل".
وتابع: "العمل الفني موضوع معقد وفى غاية التركيب فله العديد من الوظائف، فلو هناك أي عنصر ضعيف متواجد داخل العمل يؤثر عليه، ونحن كنقاد فنيين لنا الخبرة في هذا المجال الفني، فإذا كان الموضوع مهم وأيضًا القصة مهمة، لكن الأهم كيف يتم إنتاجها وطرحها".
كما أجاب الناقد الفني عن بعض الأسئلة المهمة كالتالي:
هل الجمهور ينشغل بطرح القصة أو الحدث في وقت متأخر بعد حدوثها؟
الجمهور بغض النظر عن هذه القصة لم ينشغل بهذه النقطة، قدر أنه يريد الاستمتاع بمشاهدة دراما أو قصة، فيكون لديه تشويق وتعاطف مع الأبطال أو الأشرار وهذا لابد وأن بتوافر فى الدراما، ومن أسباب نجاح الفيلم أيضاً أن يكون مطروح بشكل جيد، لتركيزه على الموضوع لا على العناصر الثانية.
هل وجود البطل والتركيز عليه داخل العمل يقلل من ثقل طرح الموضوع؟
نشاهد فى بعض الأعمال التركيز على تمجيد هذا الشخص البطل، وأيضًا الحديث على عظمته ونبله وأخلاقه، فنرى نتيجة ذلك أن العمل يكون خاويًا فارغًا لم يتميز بطرح المعلومات الكافية التى يحتاجها المشاهد، فلابد من تفريغ الصراع من قوته ومعناه، وأن تكون الشخصيات لديها المنطق والقدرات وأيضًا الجاذبية حتى تكون دراما ناجحة.
ماذا عن تمنياتك لهذه الأعمال الوطنية؟
أتمنى زيادة هذه الأعمال الوطنية بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بطرحها في الإطار الأمثل والقادر على توصيل المعلومة بقدر كافٍ، لأن من خطورة هذه الأعمال أنها تستطيع توصيل الصورة للمشاهد بشكل خاطئ إذا لم يتم التدقيق في سرد المعلومات، ولابد من التركيز على هذه النوعية من الدراما أكثر من الأعمال الفنية الأخري.
هل تعد السينما هي الأداة التي تطرح الأعمال الوطنية ويتعلق بها الجمهور؟
بالطبع أن السينما لها دور قِوَى وفعال في تعلق الجمهور بهذه النوعية من الأعمال، لأنها تسرد وتطرح ما وراء القصة أو الحدث، بالإضافة إلى توصيل الرسالة الصحيحة له كونها تطرح الحقيقة الكاملة وتوضيحها.