لعبت المرأة المصرية دورا رياديًا في المجتمع المصري منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبثوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.
لم يقتصر دور المرأة علي ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الملكات التي كان لها دورا في الحكم وذات طموح كبير، الملكة تاوسرت.
تُعد تاوسرت أخر ملكات الدولة الحديثة من الأسرة التاسعة عشر، حكمت مصر لمدة سبع سنوات، ومنهم عامين بشكل منفرد، حاولت أن تساعد في ازدهار الحضارة المصرية، واهتمت بشئون البلاد الداخلية والخارجية، عُرفت بالقوة، الذكاء، والطموح، وهي أخر ملكة تحكم مصر من أسرة محلية.
يعتقد البعض أن الملكة تاوسرت هي ابنة الملك مرنبتاح وزوجته تاخعت وحفيده الملك رمسيس الثاني، وأطلق عليها "الزوجة الملكية العظمى"، " سات رع"، "مري آمون"، "سيدة الأرض المحبوبة"، ولها ألقاب ذكورية "ملك"، "الثور القوى".
تزوجت الملكة تاوسرت من الملك سيتي الثاني، وبعد وفاة زوجها أصبحت الوصيه على ابنه الملك سيبناح، حتي تولى العرش ولكنها شاركته حكم البلاد.
حاولت الملكة تاوسرت خلال فترة حكمها أن تغير من شئون البلاد الداخلية والخارجية للأحسن، واهتمت بتوسيع حركة التجارة فارسلت البعثات لاستخراج الفيروز من مناجم سيناء، وقامت بتشيد المعابد فى هليوبلس وسمنود وأبيدوس وطيبة ومنف فى الوجه البحرى، والأشمون فى الوجه القبلى، وعلى الرغم من محاولاتها لإرتقاء بالبلاد ومحاولة إزدهارها، إلا أن ذلك لم يجدي بالنفع بسبب تدهور حاله الاقتصاد وقتها والصراع القائم على العرش.
انتهى حكم الملكة تاوسرت نتيجة لثورة شعبية وحرب أهلية وانتشار حالة من الفوضى، فقام الملك ستخنت مؤسس الأسرة العشرين بعزلها من العرش وتولى حكم مصر.
اكتشف "التن مولر" عالم الآثار تابوت الملكة تاوسرت المصنوع من الجرانيت الوردي داخل مقبرة "باي"، يبلغ وزنه 6 أطنان، وطوله 280سم، أما عرضه 120سم، كما أنه مزين بمجموعة من النقوش والزخارف التي تعني الدعوات والصلوت للمتوفي، ويحتوي على عدد من الرسومات لأربعة من آلهات الحاميات، وأبناء حورس الأربعة.