الإثنين 27 مايو 2024

أدباء نوبل.. البلجيكي موريس ماترلينك.. صاحب قلم أقوى كتيبة من الجندي المسلح

موريس ماترلينك

ثقافة6-5-2024 | 13:47

همت مصطفى

تعد جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة  منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

نلتقى اليوم مع الكاتب والمسرحي «موريس ماترلينك»، والذي يعد هو البلجيكي الوحيد الذي نال نوبل في الآداب حتى الآن.

نداهة الشعر في بداية الطريق

ولد «موريس ماترلينك» في مدينة جنت ببلجيكا، ودرس في عام 1874، في مدرسة «سانت باربي» اليسوعية، والتي انت تعرض المسرحيات الدينية فقط، فيما كانت الأعمال الرومانسية الفرنسية للانتقاد الشديد وأثر ذلك على «ماترلينك» حيث كان ينفر نفوره من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والدين المنظم حينذاك.

وكتب «ماترلينك» في البداية  قصائد وروايات قصيرة أثناء دراسته، لكن كانت رغبة والده أراد منه أن يدرس القانون، وبعد أن أنهى دراسته في القانون  في جامعة غنت عام 1885، وهي ثاني أقدم جامعة في بلجيكا وواحدة من أكبر الجامعات في أوروبا.

وقضى «ماترلينك» عدة أشهر في باريس، فرنسا، والتقى فيها  ببعض أعضاء الحركة الرمزية الجديدة في الأدب منهم «فيليي دو ليل أدام»، وهو الذي ترك تأثيرًا كبيرًا في حياة ورحلة «ماترلينك»، وإبداعاته.

رحلات  وإبداع

وارتبط «ماترلينك» بالأماكن التي عاش فيها وقدم عنها في أدبه، فقد ورد اسم «أورلاموند» في ألبومه كوينز شانسون والذي يقدم فيه «خمسة عشر أغنية»، وذاك هو اسم القصر الصيفي «شاتو» الذي اشتراه  في نيس، فرنسافي عام 1930.

وسافر«ماترلينك» إلى الولايات المتحدة من لشبونة على متن سفينة نيا هيلاس اليونانية كان قد فر إلى لشبونة هربًا من الغزو النازي لكل من بلجيكا وفرنسا.

أشاد بالمسرحية الأولى لـ«ماترلينك» الصحفي والناقد الفرنسي «لاوكتاف ميربو» الذي كان يكتب عنه في جريدة «لو فيغارو»، اليومية الفرنسية اليبرالية، وهي أحد أهم صحف الرأي الفرنسية إلى جانب صحيفة لوموند الفرنسية

كما ذاعت شهر«ماترلينك» سنة 1890، وخاصة عندما كتب هو مقالا عن رواية «لاوكتاف ميربو» وتناولها بالنقد والتحليل.

فرار وقلم قوي جسور 

 قال «ماترلينك»: «عرفت أن الألمان إذا أسروني سيقتلونني فورًا، إذ لطالما اعتبرت عدوًا لألمانيا بسبب مسرحيتي عمدة ستيلموند التي تناولت الأوضاع في بلجيكا خلال الاحتلال الألماني عام 1918».

على غرار زيارته السابقة لأمريكا، ما زال يجد الأمريكيين عفويين جدًا، وودودين، وفرانكوفيليين «ولعين بفرنسا» لذوقه، وجاء ذلك منشورا في صحيفة نيويورك تايمز عام 1940.

وفي رحلة «ماترلينك» يذكر من  طرائفه أنه  كان يريد ال الالتحاق في التجنيد ببلاده، فكان رد الحكومة عليه بأنها قالت «قلمك أقوى كتيبة من الجندي المسلح».

أعمال موريس ماترلينك

قدم «ماترلينك» إبداع الأدبي في مجالت متنوعة بين الشعر والمسرح، مجموعات شعرية ودراسات ونصوص أدبية متنوعة، وكانت أول ما قدم هي مجموعة شعرية بعنوان (سيريس شود «متحمس المخالب»)  في عام 1889م، وهو العام نفسه الذي وصل فيه مسرحيته الأولى حملت اسم «الأميرة مالين».

 قدم «ماترلينك» للأدب العالمي سلسلة من المسرحيات والتي يرتكز فيها على تناول  فيها القدرية والصوفية مثل «الدخيل» 1890، «الأعمى وپلياس ومليساند» 1892، ومن مسرحياته الأخرى «الأخت پياتريس»، و«الطائر الأزرق» و«ماري ماگدالينا»، والتي جعلته  من أشهر أدباء بلجيكا في زمنه.

وتقف في مقدمة أعماله ومسرحياته، مسرحية «العميان» التي تقدم كثيرا بمختلف مسرحيات العالم ومنها بمصر في مختلف التيارات المسرحية حيث تتناول مبغى وهدف الإنسان ومسعاه في الحياة.

وكتب «ماترلينك» العديد من الأعمال الأخرى، مها كنز المتواضع 1896 وكان العمل الأكثر انتشارا وشعبية له، وتعد مسرحياته اتجاها مهما  للحركة الرمزية.

وظائف ومناصب

عاد «ماترلينك» إلى «نيس» في فرنسا بعد الحرب في 10 أغسطس عام 1947، كان رئيسًا لناد القلم الدولي، رابطة الكتّاب العالمية، من عام 1947 حتى عام 1949 في عام 1948، منحته أكاديمية اللغة الفرنسية وسام اللغة الفرنسية، وكان عضوًا بارزًا في مجموعة بلجيكا الشابة «لا جون بلجيكي».

لماذا نوبل ؟

حصل «ماترلينك» على جائزة نوبل في الأدب في عام 1911 وجاء في تقدرير اللجنة «تقديرًا لأنشطته الأدبيةذات الجوانب المتعددة، وخاصة أعماله الدرامية، التي تتميز بخيال خيالي وبتصاميم شعرية، تكشف في بعض الأحيان في ستار حكاية خيالية، عن إلهام عميق، في حين بطريقة غامضة، فهي تجذب مشاعر القراء وتحفز خيالهم».

تكريمات وجوائز

 ونال «ماترلينك» وسام ليوبولد من رتبة الوشاح الأعظم 1920، وحصل على لقب الكونت ماترلينك بموجب مرسوم ملكي من ملك بلجيكا «ألبرت الأول»  1932:

ورحل عن عالمنا الأديب والمبدع «موريس ماترلينك» في مدينة نيس في جنوب فرنسا في 6 مايو 1949 بعد أثر باق  في الأدب البلجيكي والفرنسي، حيث كان يكتب باللغة الفرنسية، وفي الأدب والمسرح العالمي.