قال الدكتور محمد عبد الرازق، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات، إن الاحتلال الإسرائيلي، أقدم صباح اليوم على أول خطوات شن عملية عسكرية برية في مدينة رفح الفلسطينية، وذلك من خلال إلقاء منشورات على المواطنين الفلسطينيين القاطنين ببعض أحياء شرقي رفح تدعوهم إلى إخلائها، مع تنفيذ غارات جوية عنيفة على هذه الأحياء.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه يأتي هذا التطور ليضيف تعقيدات كبيرة على المفاوضات التي تقودها مصر للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، خاصة بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس على منطقة كرم أبو سالم والذي تسبب في مقتل نحو 4 من القوات الإسرائيلية وإصابة 10 آخرين، وهو ما اتخذته إسرائيل ذريعة لشن هذا الهجوم على مدينة رفح.
وأكد الباحث أنه يمثل انتقال إسرائيل من مرحلة التفاوض إلى مرحلة شن العملية العسكرية في مدينة رفح تطورًا منطقيًا لموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرافض منذ البداية لاتفاق وقف إطلاق النار والمصر على اجتياح مدينة رفح الفلسطينية منطلقًا من عدة اعتبارات أهمها الحفاظ على مستقبله السياسي والحفاظ على دعم حلفائه في الحكومة وخاصة الوزراء المحسوبين على التيار اليميني المتطرف والذين يرفضون وقف العمليات العسكرية بأي صورة.
وشدد على أنه تظهر المؤشرات الميدانية والعملياتية فضلًا عن المواقف السياسية في الداخل الإسرائيلي إلى أن تل أبيب ربما حصلت على ضوء أخضر من الولايات المتحدة للمضي قدمًا في هذه العملية، مع اشتراط أن يتم إخلاء المناطق التي تطالها العمليات ونقل المواطنين الفلسطينيين فيها إلى مناطق أخرى.
وأضاف أن ذلك في واقع الحال يشير إلى أن تنفيذ العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح ستكون له تداعيات كارثية على المستوى الإنساني خاصة وأن رفح هي الملاذ الأخير الذي نزح إليه أكثر المواطنين الفلسطينيين في غزة ويقطن بها أكثر من 1.5 مليون شخص.